المأزق الأمريكي «الإسرائيلي»
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
المنطق ذاته الذي يحكم الحرب الروسية الأوكرانية يحكم هذه الحرب الحالية بين محور المقاومة و"إسرائيل". هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي بتسوية. يهدف محور المقاومة إلى إجبار أمريكا على القبول بـ"وقف لإطلاق النار".
"وقف إطلاق النار" دون تحقيق الأهداف "الإسرائيلية" المعلنة يعني إطلاق العنان لعملية تفكك كبيرة لبنى الكيان الصهيوني، السياسية والمجتمعية، بفعل الآثار الهائلة لعملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر. أما رفض "وقف إطلاق النار" فيعني أن تستمر "إسرائيل" في عمليتها لتحقيق أهدافها، وهو ما يضعها أمام تحدي القبول بقواعد الحرب الجارية كما رسمها محور المقاومة، مع الكلفة الكبيرة التي تتحملها، حيث تجري أحداث الحرب حتى الآن تحت السقف الأمريكي غير الراغب بانفلاشها إلى حدود حرب إقليمية كبرى، وهو احتمال لا يزال قائما إذا أصرت "إسرائيل" على اللعبة الصفرية .
هناك مأزق أمريكي كبير؛ لكن تداعيات الحدث هي خسارة غير مباشرة تستطيع الولايات المتحدة تجاوزها، أما بالنسبة لـ"إسرائيل" فالتداعيات مباشرة وهي لن تستطيع تجاوزها.
الهدنة فرصة للولايات المتحدة و"إسرائيل" معها للاختيار بين "خسارتين" أو اختيار "الخسارة" الأقل كلفة.
لذلك، من المستبعد القبول بـ"وقف إطلاق نار" ينهي ما بدأ في 7 تشرين الأول، وقد تكون الهدن المتتالية السيناريو الوحيد الممكن لشراء الوقت وتخفيف تداعيات عملية 7 تشرين الأول على الداخل "الإسرائيلي". ما دشنه محمد الضيف في 7 تشرين الأول ليس عملية عادية، وتسمية "الطوفان" كانت في محلها تماما. "الطوفان" يحصل اليوم في ظل "طوفان" آخر عالمي ضرب ولا يزال العالم القديم برمته، عالم الهيمنة الأحادية الغربية.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات