اليمن يفتح بوابة التاريخ
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية هو تحدٍّ مباشر للولايات المتحدة. ما يجري في البحر الأحمر وبحر العرب هو فتح باب التاريخ لإنهاء الهيمنة الأمريكية البحرية المطلقة.
هذه معركة، من ناحية كلفتها الاستراتيجية على الولايات المتحدة، أكبر مما جرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهي، وإن كانت فصلاً في المعركة، فإنها باتت معركة قائمة بذاتها بعنوان «السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب».
تدويل المشكلة بامتناع شركات الشحن البحري عن المرور في البحر الأحمر ليس سوى «حركة احتجاج عالمية تضامنا مع إسرائيل»، رغم أنه يصيب منطق الرأسمالية الباحث دائما عن الربح وتخفيف أكلاف الإنتاج في مقتل، وهو يغذي التضخم الذي يسعى الغرب إلى خفضه.
حتى اليوم تبدو أمريكا مربكة ومحرجة، واليمنيون يظهرون للعالم كل يوم العجز الأمريكي.
مجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية أوردت في عددها الأخير أن أربعاً من الشركات التي أوقفت عملياتها في البحر الأحمر، تمثل 53% من تجارة الحاويات العالمية.
تحاول الولايات المتحدة أن تخلق من استهداف اليمنيين للسفن المتجهة إلى «إسرائيل» مشكلة عالمية، وهي تدفع العالم إلى إعلاء الصوت بوجه اليمن عبر الضغط السياسي واستصدار قرارات دولية أو تشكيل تحالف إقليمي/ دولي للتصدي لهذه المشكلة «المختلقة».
ثماني سنوات من الحرب على اليمن لم يتعلم خلالها الأمريكيون، ولا الغربيون عموما، شيئا عن هذا البلد وطباع أهله وقيادته.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات