على حافة الهاوية
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
ربما بات من نافل القول أنه يمكن توقع سلوك ترامب في السياسة: ضغوط قصوى حتى يرضخ الخصم، يتبع ذلك مجموعة من الشروط الصارمة التي تصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.
رضخ الجميع تقريباً: الاتحاد الأوروبي، اليابان، كندا... لكن الصين لم ترضخ، وهي كانت تجاري ترامب في لعبته. أية حركة أو نقلة من ترامب كانت تقابلها أخرى من الصين. وكان وصول الذهب إلى عتبة الـ4,400 دولار للأونصة وتهافت الناس على الشراء وصور الطوابير المنتظرة لدورها في أكثر من دولة في العالم وفقدان الذهب من السوق مؤشراً إلى أن لعبة الضغوط والضغوط المقابلة وصلت إلى نقطة قد تنكسر معها اللعبة برمتها، وهذا ما سرع بالهدنة الأمريكية – الصينية؛ إذ أن كسر اللعبة يعني غرق الجميع.
النظام مستمر إذن. النظام القائم، على علاته، لا مصلحة لأحد بإسقاطه بالضربة القاضية. الجميع يتهيب هذه اللحظة، ويأمل بكسب مزيد من الوقت.
الولايات المتحدة تأمل ترميم هيمنتها. والصين تدشن خطة خمسية أخرى. والوقت الذي ظفر به الطرفان سيكون على حساب طرف ثالث، هو الاتحاد الأوروبي، الذي حرمه الصراع مع روسيا موارد الطاقة الرخيصة، وزادت رسوم ترامب الجمركية أزماته، مضافاً إليها زيادة في الإنفاق الدفاعي.
تغرق الدول الأوروبية في أزماتها، وتخرج تدريجياً من دائرة التنافس الصناعي. ثمة وقت إضافي لكلٍّ من الصين والولايات المتحدة؛ لكن هذا الوقت ليس طويلاً، واستعداد الصين للمواجهة حتى النهاية وفشل الولايات المتحدة في ترميم هيمنتها يعني أن لحظة الصدام المؤجلة ستأتي، ولحظة انهيار النظام العالمي ستأتي هي الأخرى، رغم محاولة ضبط الصراع بحدود انهيار اللعبة.

أترك تعليقاً

التعليقات