عن الوضع اللبناني
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
تقاطع فرنسي إيراني مع غض نظر أمريكي أتى بميقاتي وأفرج عن الحكومة في حينه لامتصاص قصة بواخر المازوت التي عدت كسرا من قبل الحزب وإيران لقواعد اللعبة مع الأمريكي في لبنان.
أتى ذلك بعد الانقلاب الثاني الذي حاول الأمريكيون تنفيذه إبان تفجير المرفأ. هذه اللحظة الظرفية سمحت بولادة الحكومة.
حتى اليوم، ومع تصعيد الصراع الدولي وكسر الجرة بين الأوروبيين (فرنسا تحديدا) وإيران، لا يوجد أي أفق لمخرج ما للوضع اللبناني القائم. هذه الحكومة على علاتها تبدو كشريط لاصق يمنع البلد من الفوضى الكلية.
اليوم مع الاستهداف الأوروبي لسلامة ليس معلوماً ما الذي يخطط للبنان، وإلى أي مدى سيشتد الخناق أو درجة الفوضى المطلوب أن يصل لها البلد. باربرا ليف كانت قد تنبأت بمزيد من الفوضى وتفكك الدولة والانهيار.
أي انفراجة في لبنان أو سورية تعتبر هدايا أمريكية مجانية لروسيا وإيران. والأمريكي اليوم ليس بوارد تقديم الهدايا لأحد. في ظل التبعية الأوروبية المطلقة للأمريكي، التي ظهرت جليا مع بداية الحرب على روسيا، أصبح هامش الاستقلالية الأوروبية، الفرنسية تحديدا، في السياسة الخارجية، ضيقا، أو أنه أصبح شبه منعدم.
لذلك، الوضع اللبناني المأزوم أساسا باقٍ على ما هو عليه، أو أنه ذاهب إلى مزيد من التأزم. والأمريكي يمتلك كالعادة زمام المبادرة بوجه خصومه، أي أن الكرة اليوم في ملعبه؛ إما أن يبقي الانهيار مضبوطا، وإما أن يخطو خطوة للأمام في رقعة الصراع يضطر معها الطرف المناوئ له أن يبدي ردة فعل.
حتى الآن لم يقدم الأمريكي على ما هو جديد، ولا الطرف المقابل يستطيع المبادرة، بسبب الوضع الإقليمي والدولي وحساسية الوضع الداخلي.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات