مركب أمريكا المثقوب
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
تتآكل وظيفة الكيان الصهيوني الجيوسياسية منذ حرب "عاصفة الصحراء" الأولى وحضور الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في المنطقة.
مع سقوط نظام البعث العراقي في العام 2003، وسقوط نسخة ما قبل الـ2011 من نظام البعث في سورية، تتمدد إيران وتركيا وروسيا في المنطقة كاسرة جمود الخرائط التي رسمها الاستعمار وظن البعض أنها أبدية.
مشروع غاز "شرق المتوسط" والعلاقة مع دول الخليج هي محاولة استعمارية لخلق وظيفة جديدة للكيان بعد تآكل وانتهاء وظيفته الردعية. لكن محاذير هذا المشروع أن دونه خسارة دولة بوزن تركيا، وضعها منظرو المشروع خارج حساباتهم.
يبقى للكيان فائدة وحيدة هي فصل مصر جغرافيا عن بلاد الشام، وهذه الوظيفة تؤذي مصر ولا تؤذي تركيا ولا إيران. تبدو الولايات المتحدة الأمريكية اليوم عالقة بين فكي كماشة:
من جهة، هي مضطرة للبقاء في غرب آسيا لأن انكفاءها عنه يعني مزيدا من التمدد الإيراني والروسي والتركي في جغرافيا المنطقة ووضع الكيانات الخليجية الوظيفية والكيان الصهيوني في مأزق وجودي؛ ومن جهة أخرى هي لا تستطيع احتواء الصين والتمدد العسكري في المحيط الهادئ بالتزامن مع غرقها في غرب آسيا.
مركب الولايات المتحدة الأمريكية المثقوب عليه التخفف عاجلاً أم آجلاً من بعض الأحمال التي تثقله.

 كاتب لبناني.

أترك تعليقاً

التعليقات