خسارة أمريكية و«إسرائيلية» صافية
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
ما حصل بين إيران والسعودية هو نموذج لما تريده الصين وروسيا في منطقتنا، التي تعتبر قلب العالم، من حيث وصلة الوصل بين شرق آسيا وأوروبا وأفريقيا.
وفي المنطقة التي تحتوي أهم ممرات التجارة الدولية وأهم موارد النفط والغاز لا مكان لـ«إسرائيل» مستقبلا. أساسا ما هي وظيفة «إسرائيل» في مشروع «الحزام والطريق»؟! وما الإضافة التي تقدمها؟!
الصين بعيدة عن التنافر الجيوسياسي في المنطقة. تاريخيا، كانت روسيا تخوض صراعات جيوسياسية مع تركيا وإيران، وهذا انتهى اليوم مع الشراكة الاستراتيجية الروسية الإيرانية والتفاهمات الجدية التي تسعى إليها مع تركيا، والأهم هو فض الشراكة الروسية ـ الغربية، التي كانت «إسرائيل» إحدى أهم ثمراتها مع اقتسام العالم بعد الحرب العالمية الثانية.
كانت «إسرائيل» نقطة تقاطع روسية ـ غربية على حساب أهل المنطقة لحسابات روسية ترتبط بالصراع التاريخي مع تركيا وإيران.
«إسرائيل»، التي تقف كعائق جغرافي بين البر الشامي والمصري وكنتاج لتقسيم المنطقة وفق المصلحة الغربية، ستغدو مع تراجع الهيمنة الغربية أكثر قلقا، ومع نهاية الهيمنة الغربية المطلقة قد يتفكك المشروع الصهيوني دون حرب.
عرضت الولايات المتحدة الأمن القومي السعودي والتركي للخطر، بتحالفها مع كيانات وظيفية كالإمارات أو أكراد سورية وشمال العراق، لمآرب جيوسياسية تتعلق بطرق التجارة البحرية في المحيط الهندي والبحر الأحمر وشرق المتوسط. والصين طبعاً تظهر كهدف نهائي لهذه الاستراتيجية الأمريكية.
الولايات المتحدة على طريق خسارة كل من السعودية وتركيا، اللتين تنزاحان ولو ببطء باتجاه الصين والتكتل الأوراسي الناشئ.
خسارة الولايات المتحدة هي خسارة استراتيجية وليست آنية. و«الحلف الإبراهيمي» أو «صفقة القرن» باتت دون جدوى. أكثر من ذلك باتت خطرا على الدول المطبعة، وفي طليعتها الإمارات.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات