«هي فوضى»!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
في فيلمه «هي فوضى» يحاكي خالد اليوسف حالة التحلل والتفكك المجتمعي في مصر، في نقد لخط الاقتصاد السياسي الذي ساد بعد مرحلة السادات وأوصل المجتمع المصري إلى ما وصل إليه.
اليوم حالة الفوضى هي حالة عالمية. انتهى الغلاف الأيديولوجي الذي غلف سياسات الهيمنة الأمريكية في الكوكب، وانتهى بقدوم ترامب دول المؤسسات الدولية التي كانت تغلف سياسات الولايات المتحدة الأمريكية بشيء من المنطق والمعيارية القائمة تارة على التنمية وأخرى على محاربة الاستبداد أو الإرهاب وصولاً إلى حقوق المثليين وغيرها.
كانت الولايات المتحدة تمثل عالماً قائماً على القواعد، وكانت تعاقب بالحرب والعقوبات كل من لا يمتثل؛ لكن التخريجة كانت تتم عبر «المؤسسات الدولية».
اليوم انتهى دور هذه المؤسسات، وتحول رئيس الولايات المتحدة إلى بلطجي يضرب بسيف الرسوم الجمركية والعقوبات ويبتز كل دول العالم علناً إن لم ترضخ لإملاءاته. الولايات المتحدة كذلك ترعى وتدعم الإبادة المستمرة منذ سنتين في غزة بوقاحة قل نظيرها.
لقد انهار فعلياً العالم القائم على القواعد، ونحن اليوم في عالم تحكمه الضباع ويشهر الجميع فيه أسلحتهم، عالم قائم على النفعية والمصلحة والقوة.
مرحلة الفوضى الدولية هذه سوف تطول؛ أولاً لانتفاء البديل للنظام الدولي الحالي، وثانياً لأن النظام الحالي لن ينتهي إلا بكارثة ينهار فيها كل شيء. وإلى أن يحصل ذلك فإن حالة الفوضى الدولية باقية وتتمدد.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات