عن السعودية وسكان الأدغال العربية!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
التضامن مع المنتخب السعودي أو القطري من قبل عامة الناس خلال مونديال قطر 2022، ليس بسبب «العروبة» ولا «الانتماء القومي» ولا أي من هذه الخزعبلات.
هذه الموجة سببها نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في تحويل جغرافيا تضم عشرات ملايين العرب إلى ما يشبه الصحارى، حيث البطالة والفقر والجوع، وحيث لا أفق لملايين الشباب العرب، فيما، وفي وسط هذه الصحراء، جعلت من الخليج واحة مالية تشبه هندسة الولايات المتحدة للمنطقة، ما يطلق عليه «نظام الفصل العنصري» أو «الأبرتهايد» الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا. ويشبه حال الخليج وبقية الأقطار العربية ما أطلق عليه مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، «الحديقة والأدغال».
سكان الأدغال العربية تضامنوا بمجملهم مع المنتخبات الخليجية على قاعدة أن «المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب»، حيث تبدو دبي وجدة والدوحة حلماً لكل شاب عربي عاطل عن العمل أو غير قادر على تأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة في بلده.
مشكلة العرب من سكان الأدغال، وهم ليسوا ملامين، بسبب واقعهم البائس، أن الخليج لا يتسع لكل العرب، أو أن الجغرافيا العربية بكتلتها السكانية الكبيرة لا تستطيع أن تكون خليجاً كلها، وأن ما يظهر من مظاهر البذخ في الخليج هو ما يبقى بعد أن تجبي الولايات المتحدة الأمريكية والغرب معها معظم الفوائض النفطية والغازية.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات