أزمات مفتوحة!!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
بدأت الحرب على سورية في العام 2011، أي منذ ما يقارب 12 عاما، فيما يبلغ عمر الأزمة الليبية حوالى 12 سنة أيضاً، والأزمة في اليمن ستبلغ أعوامها الثمانية... أما في لبنان فالأزمة تخطت سنواتها الثلاث.
في بيئة دولية متفجرة، وحروب تجارية مفتوحة، وحرب عملات تجتاح المراكز الرأسمالية بسبب التضخم، وأزمات ركود وبطالة، وصراع بين مراكز القوى الدولية على إعادة صوغ القواعد الناظمة للانتظام العالمي، تبدو هذه الأزمات وغيرها أزمات مفتوحة، أي أنها أزمات بمدى زمني غير محدد.
في العام 1975، وبعد الإطاحة بجمال عبد الناصر في مصر والتوازنات التي كان يرسيها في المنطقة بوجه الولايات المتحدة الأمريكية، اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، وكان الهدف الدولي منها تصفية منظمة التحرير وجعل الكيان اللبناني «ضفة غربية» أخرى.
استمرت الحرب حوالى 15 سنة لم يستتب خلالها ما أرادته أمريكا، بسبب مقاومة سورية وإيران لها. لم تهدأ المدافع إلا مع انهيار الاتحاد السوفييتي وتسيد الولايات المتحدة الأمريكية العالم، وتبلور رؤيتها لمستقبل المنطقة، ومن ضمنه مستقبل لبنان، الذي ظللته تسوية دولية إقليمية عُمرت 15 عاماً قبل أن تنهار ويبقى لبنان مستمرا بعدها 14 عاماً حتى تشرين من العام 2019، الذي كان إيذاناً بانهيار كل مقومات بقاء الكيان.
الأزمة الحالية في تموضعها الزمني قد تكون بثقل أزمة العام 1975، ومداها الزمني قد لا يقل عن مدى الأخيرة التي استغرقت 15 عاماً حتى انتهت.
البيئة الدولية والإقليمية هي بيئة شديدة التأزم، والعالم ذاهب إلى تأزم أكبر، ولا ضوء يلوح في المدى القريب.
كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات