كسر هيبة الولايات المتحدة
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
حدود قوة الولايات المتحدة الأمريكية بانت في حربها على اليمن، حيث حصل الاشتباك المباشر.
لقد حاولت إيران حتى اللحظة الأخيرة درء كأس المواجهة لأسباب لا تتصل بتهيبها، بل ببنية المجتمع الإيراني المنقسم حول السياسات العامة للدولة.
لقد منّ الله على إيران بقائد حكيم ومن قماشة نادرة، استطاع إدارة الخلافات والتوازنات في مجتمع محاصر ومنهك دون أن يأخذ هذا المجتمع إلى الانفجار والتشظي.
أما وقد وقع العدوان المباشر، فقد أذن للقائد أن يمسك بمفاصل السياسة ويرسم خط المواجهة مع تفويض مطلق. وبما أن الضرر طال موارد بشرية ومادية كثيرة فإنه بعد الآن لا شيء يؤسف عليه.
لقد بلغ الجنون بالغرب أن دفع كياناً طارئاً على التاريخ إلى العدوان على أمة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، أمة بنت خلال الحصار دولة بمقدرات عظيمة، وهي مستعدة للدفاع عنها.
لقد لعبت «إسرائيل» ورعاتها بعمر الكيان الذي لن يكتب له الاستمرار طويلا.
إن تم كسر هيبة الولايات المتحدة في هذه الحرب (وسوف تكسر)، سوف يترتب على ذلك مزيد من الاختلال في النظام الدولي.
الإقرار بعجز قوة النيران الغربية عن دفع إيران للاستسلام يعني إقراراً مسبقاً بالعجز عن كسب المعركة مع روسيا والصين والقوى المناوئة الأخرى. هذه الحرب هي فاتحة ترجمة الاختلالات الحاصلة إلى وقائع جديدة ترسم حدود القوة في العالم.

أترك تعليقاً

التعليقات