غباء أمريكي!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
إذا كان ثمة وصف يمكن أن يصلح لوصف الاستراتيجية الأمريكية في الإقليم، الممتدة منذ العام 2001، فلا وصف معبر أكثر من الغباء.
ماذا جنت الولايات المتحدة من إفلات آلتها التدميرية العمياء خلال اجتياح أفغانستان في العام 2001، ثم في اجتياح العراق في العام 2003؟ بالإضافة إلى استنزاف مواردها، فعليا أسقطت الولايات المتحدة نظامين معاديين للجمهورية الإسلامية الإيرانية وسمحت للأخيرة بالتمدد الناعم والخشن لتغرقها في حرب استنزاف في ساحتين مفتوحتين.
في العام 2006، ورطت الولايات المتحدة حليفها الصهيوني في حرب على لبنان أدت إلى تهشيم دوره الردعي وصورته في المنطقة. أما في العام 2011، فقد استجابت الولايات المتحدة لانفجار التوازنات التي كانت قائمة في الإقليم بمشروع أخونة المنطقة بمرجعية تركية، ما أدى أولا إلى انفجار تناقضات تناحرية في معسكرها، وسمح ثانيا لأصحاب الإرادة الصلبة في طهران بتثبيت وتجذير وجودهم وبالمزيد من التمدد على رقعة الإقليم طولا وعرضا، كما سمح للقوى الدولية الصاعدة والوافدة إلى المسرح العالمي بتبيث موطئ قدم في الإقليم.
الإمبريالية الخشنة والسافرة التي مثلتها إدارة ترامب لم تضف إلى رصيد الولايات المتحدة إلا مزيدا من الخسائر التي تحصدها اليوم إدارة بايدن. بعد الشراكة الاستراتيجية السورية الروسية، والصينية الإيرانية، يكمل اليوم بايدن مشوار الانحدار الواضح بما رسمناه من خط بياني واضح وغير ملتبس.
الولايات المتحدة تترك لبنان غارقا في أزمة بنيوية حادة، وهي وجودية، بمعنى أنها فسخت أساسات الكيان القائمة منذ 100 عام.
هل يوقظ صوت عظام البلد المتكسرة عقل من يدير الإمبراطورية تلافيا لخسارة جديدة؟! أم أنها ستضيف إلى خسائرها خسارة جديدة؟!
هذا في ميزان الربح والخسارة، أما البقية فتفاصيل بسيطة لا تغير في المشهد الكلي شيئا.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات