بيانات ومواقف لبنانية فارغة
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
في عز التصعيد السعودي، والخليجي عموما، ضد لبنان، توقع وزارة الطاقة اللبنانية عقد استجرار الكهرباء من الأردن ممولا من البنك الدولي، وتوضع اللمسات الأخيرة على توقيع عقد استجرار الغاز المصري عبر الخط العربي إلى لبنان.
تتقاطع أهداف الولايات المتحدة الأمريكية مع فرنسا (كممثلة للاتحاد الأوروبي) في ترتيب منطقة شرق المتوسط، بعد فشل الاستحواذ عليها عبر السيطرة على سورية بالحرب أو تطويعها وتطويع لبنان معها بالحصار.
تستفيد روسيا من هذه الانفراجة الجزئية في سورية باعتبار الأخيرة نقطة ارتكاز لها على شرق المتوسط. وتستفيد إيران من هذه الانفراجة التي تريح الساحة اللبنانية التي تعتبر نقطة ارتكاز للأخيرة أيضا في شرق المتوسط.
هذه الترتيبات التي استجدت تحمل في جوهرها سعيا أمريكيا لاستكمال استراتيجية اللعب على الحافة دون تصفير الصراع بما يؤدي إلى إعادة إشعال المنطقة مع ما يعنيه من توريط مباشر للأخيرة في مستنقعها.
يبرز في هذه الأزمة طرفان يستشعران قلقا وجوديا مما يحدث، هما الكيان الصهيوني ودول الخليج. ما يجمع هذين الطرفين اليوم أكبر من مجرد تطبيع علاقات أو فتح سفارات. ما أتوقعه مستقبلا هو أن تربطهما اتفاقيات عسكرية ودفاعية مشتركة في وجه ما يعتبرانه تهديدات وجودية، إن في لبنان وسورية بالنسبة للكيان، أو في اليمن بالنسبة للسعودية ودول الخليج.
خلاصة القول هي أن كيانات الخليج ترتبط اليوم بتحالف مع الكيان، وهي تربط أمنها كدول بأمنه ومصيرها بمصيره، لذلك لن ينتفع اللبنانيون -مهما قالوا- من زجل ومديح وتغريدات لن تفلح في تهدئة روع هذه الكيانات العاجزة عن هضم المتغيرات الجيوسياسية التي أفرزتها الحروب الممتدة منذ العام 2011 والتي مولت -للمفارقة- بأموال هذه الكيانات.
لا بيان من هنا ولا موقف من هناك يمكن أن يطمئن السعودية المهددة اليوم بسيطرة الأنصار على كامل حدودها مع اليمن وعلى جغرافيا تضم ما يزيد عن الـ20 مليون نسمة وتمتلك القدرة والإمكانات والجسارة لردعها.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات