«الزمن الجميل».. هـــل كـــان جميــــلاً حقـــاً؟! الحلقة 7٢
- مروان ناصح الأثنين , 29 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 1:05:38 AM
- 0 تعليقات

مروان ناصح / لا ميديا -
حين الحب لا يكفي.. عقبات في وجه الاستقرار
يولد الحب عادةً كزهرة برية تنمو في هواء صافٍ بلا حسابات؛ لكن ما إن يقرر الحبيبان أن يزرعاها في أرض الواقع، تنهال عليهم الأسئلة، وتنهض أمامهم الجدران.
فالحب وحده لا يُشبع بيتاً، ولا يُرضي والداً، ولا يوقّع عقد إيجار.
العقبة الأولى: العمل المفقود
الحب يسبق الوظيفة في العادة؛ لكن متى ما قال العاشق: "أريد أن أتقدّم رسمياً"، تتحول قصته إلى معاملة بنكية: كم راتبك؟ أين مسكنك؟ ما ضماناتك؟...
فتُختزل المشاعر في أرقام، وكم من قلبٍ انكسر عند بوابة الوظيفة، لا عند بوابة العاطفة!
العقبة الثانية: العائلة التي لا تؤمن بالحب
بعض الأهل يرون الحب وهماً، ويريدون للعاطفة أن تُستبدل بالأنساب، وللأحلام أن تُستبدل بالتحالفات العائلية.
يسألون: من تكون؟ ولا يسألون: من تحب؟
فيموت الحب على أعتاب أعرافٍ لم تخترع له مكاناً.
العقبة الثالثة: فرق المستوى
أحياناً، لا يعترض الأهل، بل يعترض الواقع.
هو من بيتٍ فقير وهي من عائلة ميسورة... فتتسلل الأسئلة كالخناجر:
"هل سيكفي أن أعيش على أمله؟!"، "هل تحتمل أن تقتسم معي قلقي؟!"...
هكذا تتحول المشاعر إلى ميزان يقيس الدخل قبل أن يقيس الإخلاص.
العقبة الرابعة: الوقت.. والزمن الطويل
سنوات الانتظار تُرهق أجمل العواطف.
يتأجل الزواج عاماً بعد عام، ثم يتدخل الملل، وتذبل اللهفة، فينطفئ الحب كما ينطفئ مصباح نسي صاحبه أن يملأه بالزيت.
بين الأمس واليوم
في "الزمن الجميل"، كان الحبيب يقف كالطود، يصبر ويكدّ ويعمل ليُثبت أن قلبه يستحق. وكانت الحبيبة تضع يدها في يده، تقول: "لن نبدأ من الجاهز، بل سنبني معاً من الصفر".
أما اليوم، فكثير من العلاقات تنهار عند أول اختبار؛ لأن التوقعات صارت أعلى من القدرة، ولأن المجتمع بات يتعامل مع الحب كما يتعامل مع صفقة تجارية.
خاتمة:
الحب الصادق لا يموت بسهولة؛ لكنه يحتاج إلى من يحرسه، من يسانده، من يؤمن به.
فالعقبات لن تزول؛ لكنها تصغر أمام قلبين يعرفان أن الحب ليس نزهة، بل شراكة، صبر، وبناء على مهل.
ومن أحب حين كانت الأمور سهلة فحسب لم يكن عاشقاً، بل كان عابر طريق في موسم أزهار مؤقت.










المصدر مروان ناصح
زيارة جميع مقالات: مروان ناصح