«الزمن الجميل».. هـــل كـــان جميــــلاً حقـــاً؟! الحلقة 71
- مروان ناصح الأحد , 28 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:14:47 AM
- 0 تعليقات

مروان ناصح / لا ميديا -
الحب الذي يبدأ جاداً.. بوابة إلى الزواج
ليس كل حبٍّ برقاً يلمع في ليلٍ عابر. وليس كل إعجابٍ صخباً يذوب في أول صمت. فبعض المشاعر تولد وادعة، كجدول ماء صافٍ، لا تبحث عن ضجيج اللحظة، بل عن ظلٍّ يستظل به القلب حين يطول العمر.
إنه الحب الذي لا يلهو، ولا يتدلّى كزينةٍ موسمية، بل يتكوّن في صمت، كجذرٍ ينمو في عمق الأرض، ليبقى، ويمنح ثمار الأمان.
نظرة تُشبه البوح
قد يكون اللقاء عابراً في قاعة محاضرة، أو بين رفوف مكتبة، وربما في طابور طويل لا يتسع حتى للتنهيدة؛ لكنها نظرة تقول ما لا تقوله الخطب: «أنا أفهمك.. وربما كنتَ قدري».
نظرة لا تستجدي، ولا تُغري؛ لكنها توقظ في القلب معنى أكبر من العبور.
من لحن الروح
الحب الجاد لا يبدأ بكلمات مستهلكة، بل بأسئلة تُشبه الجسور: عن الكتب التي قرأناها، عن الأوطان التي نحلم بها، عن الأهل الذين يسكنوننا، عن صورة أنفسنا التي لم تكتمل بعد...
هو حديث لا يزيّنه التكلّف، بل يشفّ كنافذة يدخل منها الضوء.
خطوات بطيئة.. لكن ثابتة
الحب الجاد لا يركض كطفلٍ في الحقول، ولا يماطل كمسافرٍ يخشى الوصول. إنه يسير على مهل؛ لكنه يعرف وجهته: «أحبك لأنك تشبهين بيتي الذي لم أبنه بعد».
بيت الروح أولاً، ثم بيت الجدران والسقف.
امتحانات المجتمع والقدر
في دروب الفقر، تحت عبء الجندية، أو في زحام شروط الأهل وتقاليدهم، قد يتعثر الحب الجاد، يصمت حيناً، يتأخر حيناً؛ لكنه لا يموت؛ لأنه قرار، قبل أن يكون شعوراً.
بين الأمس واليوم
في الزمن الجميل، كان الحب يتسلل خجولاً؛ لكنه محمّل بنية البقاء.
كان وعداً ضمنياً: «أنا لك.. حتى آخر العمر».
أما اليوم، فقد صار سريع الاشتعال، سريع الانطفاء، يقاس بعدد الصور والرسائل، ويُلغى بكبسة زرّ، كما لو كان عقد إيجار مؤقتاً، لا عهداً مقدساً.
خاتمة:
الحب الجاد لا يزور القلوب كثيراً؛ لكنه حين يأتي، يُغيّر ملامح العمر.
يبني بيتاً داخلياً، حجارة من صدقٍ وصبر، ثم يتجسد في بيتٍ خارجي، تملؤه ضحكات الأطفال، ليكبروا وهم يعرفون أن الحب لا يُشترى، بل يُجدل من الكلمة، والنية، وانتظار الغد معاً.










المصدر مروان ناصح
زيارة جميع مقالات: مروان ناصح