أنقذوا سورية يا عرب الشتات
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
لا يزال نظام الشتات العربي التابع لسياسة الغرب الاستعماري المتوحش، لا يزال حتى الآن، وفي هذا الوقت الإعصاري الزلزالي الذي يضطرم فيه العالم اضطراماً دراماتيكياً، يبحث عن أخلاقه وإنسانيته، وتحديداً عن يقينه وغاياته وفكرته، يسابق الزمن ليثبت أهميته وموقفه ودوره الإنساني لإنقاذ وانتشال الضحايا الأتراك (فقط) من تحت الأنقاض ومعالجة الجرحى والمصابين ومد الجسور الجوية إلى تركيا، بينما هذا النظام المسعور ذاته، نظام الشتات والتمزق والفتن والحروب الأهلية، يترك الضحايا والمصابين السوريين تحت الأنقاض لمواجهة الموت والدمار دون مساعدة جوية أو أرضية إغاثية تذكر، انتقاماً من سورية، نتيجة لموقفها اللامهادن من آليات تعمل لیل نهار دون توقف لاعتصار الروح الصاعدة إلى قمة الإرادة والحرية، آليات تعمل بكل عزم وبإمكانيات مهولة لإنتاج الهزيمة الختامية لسورية المقاومة والمناضلة ضد سياسة الاحتلال الغربي الإمبريالي وأدواته في المنطقة من كيانات قزمية متهالكة، كيانات الشتات العربي ومن لف لفها.
حقد وشماتة وعدوانية همجية ضد سورية المقاومة حتى في هذه الظروف الإنسانية الكارثية للغاية. هناك دول عربية إسلامية وأممية وقفت مواقف إنسانية رائعة وقدمت الدعم والمساندة والمساعدة الجادة والفعالة والمعونات الإغاثية الممكنة في عمليات الإنقاذ، رغم حصارها ووضعها الاقتصادي الصعب. أما كيانات الشتات العربي، أنظمة عروبة اليوم، أنظمة التمزق والحقد والمؤامرات والدناءة والتردي والجهل والتخلف السياسي والاقتصادي والثقافي، برغم ثرواتها وامتدادها الاستراتيجي الاقتصادي الهام من الجزيرة العربية إلى الهلال الخصيب إلى شواطئ المحيطين الهادئ والأطلسي وما بينهما من بحور أخرى، وحضارة لها جذور وبذور في تاريخ الحضارات الإنسانية يمتد جسرها من بداية الدعوة الإسلامية، تريد ألا يكون للعرب إرادتهم الحرة، وألا يكون لهم مجالهم الحيوي وأمجادهم الحضارية الإنسانية، وأن يرتضوا بالوصاية والاحتواء والابتلاع، والتلوث بغبار النظام العالمي الخبيث والسقيم، الذي لم يستخف بشعب من الشعوب كما يستخف بشعوب أمتنا العربية.
لم تتلقَّ سورية المساعدة المطلوبة، واكتفت كيانات الشتات بالاتصال وتقديم التعازي في الضحايا، دون مساعدة إغاثية تذكر، رغم إمكانياتها الاقتصادية وثرواتها المهولة. وبرغم كل ذلك فإن على النظام الغربي المتوحش، والكيانات العربية الكرتونية أن تفهم أن سورية ستظل تصد وتدافع وتدفع إلى المقدمة لحظة المواجهة التاريخية، ولن تتراجع وتنزلق إلى مواقف وأفكار لا عقل فيها ولا روح. سورية ستظل تنير دروب محاور المقاومة وتجعلها في مركز القلب، وتفكيرها وخططها الاستراتيجية، في قوتها وسلاحها، ولا حق لأمة من غير سلاح ومقاومة، وكفى عروبة الشتات وسط هذا السعير الملتهم، الرقص حول أطياف السلام! كفى هذه الكيانات قتلاً والتفافاً وإضفاء الشرعية على ما يقوم به أعداء الأمة!

أترك تعليقاً

التعليقات