وداعاً مملكة الشر الكرتونية
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

نحن أمام بداية النهاية لمملكة الشر السعودية والبترودولار. بعد العمليات الكبرى "نصر من الله" و"بقيق" و"خريص". عمليات جعلت مملكة الشر تشعر شعور المحكوم عليه بالإعدام، والذي يسألونه تحت حبل المشنقة عن الطلب الأخير. وليس أمام العدو المتجبِّر والمتغطرس سوى الاستسلام، برغم كل الإمكانيات الهائلة والتجهيزات العسكرية والتقنيات الحديثة، ومرتزقة العالم من مقاتلين وخبراء دوليين في جميع المجالات، وتحالفات كونية وحروب واسعة وعنيفة في جبهات متعددة وعلى مدار 5 سنوات، بكل تلك الإمكانيات والحشود لم تستطع الدولة الكرتونية أن تسقط البلد المحاصر والشعب الجائع، والجيش واللجان الشعبية، أصحاب الأرض والقضية. لم تستطع إسقاط البلد الذي اعتبر طويلاً العضو الأضعف في الجسم العربي، والذي أظهر مناعة مدهشة في التصدِّي لتحديات المصير التي تتالت عليه قاسية مدمرة. وبالرغم من ذلك استطاع أن يُحقق انتصاراته الرائعة والملاحم الأسطورية التي تتضاءل دونها المعجزات، وتنكمش منحسرة خرافات المستحيل، ليس جديداً على هذا الشعب العظيم اجتراح هذه المآثر وإسقاط أعتى تحالف عدواني كوني، إسقاط منطق القوة والاستعلاء والتبجُّح الذي يشكل أساس الدولة الكرتونية وخطيئتها الاستراتيجية العدوانية التي لم تجلب لها سوى الخسارات الصافية والهزائم المتعاقبة. صحيح أن العدوان دمَّر البنية التحتية المدنية للبلد، لكنه لم يستطع إخضاع الشعب اليمني، بل العكس ازداد صموداً وإصراراً في النضال وتصاعدت وتيرة العمليات، والقادم أعظم وأفظع. هناك عمليات كبرى وخارطة معادلات جديدة ترسمها الطائرات المسيَّرة والصواريخ المجنحة ورجال الرجال.
طوال 5 سنوات من العدوان لم تفلح مملكة الشر على امتداد كل الجبهات في تحقيق أي من الأهداف المعلنة، وأثبتت الوقائع أن العدوان غارقٌ داخل شرك في كل خطوة يخطوها تؤدي إلى تعميق الورطة والاستنزاف المادي والبشري المكلف جداً، وأن كل الخيارات ستبقى محفوفة بمخاطر جمة، بعد أن أصبح زمام المبادرات واليد العليا ملك الشعب اليمني ويستطيع أن يلحق أضراراً مادية ضخمة في العصب السعودي الحساس، أي قطاع النفط الذي يشكل أكثر من 95 في المائة من الدخل القومي السعودي. هناك حقائق ثابتة لا مجال للتشكيك بثبوتيتها، مهما حاول العدو بوسائله الإعلامية وإمكانياته المادية تشويهها وعدم الاعتراف بمصدرها، والتشكيك بقدرة اليمن على تحقيقها، فالحقيقة تمتلك خاصية البروز مجدداً مهما كان حجم الركام الذي يلقى عليها لطمسها.
العملية الأسطورية الكبرى "نصر من الله" أذهلت العالم، وأربكت العدو، وكشفت زيف ادعاءاته، وأثبتت أن استهداف مصافي النفط في بقيق وخريص وجميع العمليات في العمق السعودي هي من صنع العقل اليمني وقدرات رجال الرجال. هناك تفشي ظاهرة التخبُّط، والجمود الفكري، وبؤس التخطيط في أوساط القيادة العسكرية السعودية، والمسؤولين عن السياسة وتوجيه المعارك، فهؤلاء يخططون لعمليات لا تدل على حكمة عملانية وهي تشبه بعضها بعضاً دون الإفادة من الخسائر والهزائم والنكسات، أما رجال الرجال فيخططون بشكل أفضل حيث النتائج تظهر بقوة على الأرض. خطط أسطورية سوف تدرس بجميع الأكاديميات والمعاهد والجامعات العسكرية في العالم لما تتمتع بها من ميزات استثنائية منفردة، عمليات لم يسبق لها مثيل في التاريخ، سقوط ثلاثة ألوية عسكرية بكامل عتادها وأفرادها وقاداتها واغتنام أسلحتها. لقد وصل العدو للجدار المغلق والمحاصر بدائرة من الاستهدافات المحكمة والدقيقة والموجعة أسهمت في فتح السجال وتعميقه حول جدوى استمرار العدوان بعد سقوط ثلاثة ألوية وتفكيك البنية العسكرية والكلفة الباهظة في استمرار العدوان. إن تلك الهجمات في العمق السعودي -لا المفاوضات- هي التي ستُرغم العدو على إيقاف العدوان وفك الحصار دون قيد أو شرط؛ فقدرات التحالف الأمريكي السعودي تآكلت، وتلك الكلفة الباهظة لا تقود إلى الفائدة المرجوة، أي ضمانات الانتصار وعودة "الشرعية" والمرتزقة والوصاية.
القوات اليمنية هي الجهة الأكبر تعبيراً في محور المقاومة العربية وأكثر شوقاً للاستقلال، والانتصارات التي حققت تحسب لمحور المقاومة في صراعه مع الخصوم في الإقليم. 
وشكراً للعدوان الذي نجح في تحويل الجيش واللجان إلى رأس حربة في النضال ضد البترودولار والامبريالية والاستعمار في العالم، فمن كان بيته وبنيته العسكرية والسياسية والاقتصادية من كرتون عليه ألا يعتدي على رجال الرجال.

أترك تعليقاً

التعليقات