مملكة الشر.. العدو التاريخي
 

طاهر علوان

أعلنت مملكة الشر المطلق عدوانها على اليمن باسم التحالف العربي الإسلامي، التحالف الذي التقت أهدافه ومصالحه لأسباب مختلفة مع سياسة مملكة الشر السعودية التي تحتل دور التابع والعميل والأداة، لم تصل إلى مستوى الحليف أو الشريك لكل مشاريع ومخططات وقرصنة أمريكا.
اعتداء مملكة الشر على بلد عربي إسلامي وواحة سلام في المنطقة، ومنذ الأزل لم يعتدِ على شعب من الشعوب، حيث علاقة اليمن السعيد بكل الشعوب علاقة ود، ومحبة، وتعاون، اعتداء مملكة الشر على بلد مسالم، وعضو في الأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم، وفرض أسوأ حصار في التاريخ الإنساني، ومن جميع المنافذ البحرية والبرية والجوية، وتجويع شعب يزيد تعداده عن 28 مليوناً، وحشد وسائل التدمير من أسلحة متطورة ومعدات وتقنيات حديثة بمليارات الدولارات، وارتكاب أبشع الجرائم والمجازر الشنيعة الأكثر بشاعة وانحطاطاً في عصرنا، وعلى مرأى ومسمع وصمت دولي، بهدف تركيع شعب وإسقاط نظام تحرري وطني، وإعادته إلى بيت الطاعة الأمريكية - السعودية، حيث السخرة والخدمة الطوعية والسير وفقاً لإرادة البترودولار، والصفوة التي تدعي الحق بالحياة الكريمة، وبملكية البشر، والثروات والمقدرات والمكتسبات والامتيازات الوطنية.
مملكة الشر منذ تأسسيها انتهجت سياسة العدوان واغتصاب حقوق الغير وبتر الأراضي المجاورة لها، سعى المؤسس الإرهابي عبد العزيز بن سعود خلال حربه على اليمن عام  1934 إلى التوسع الإقليمي بمساعدة ودعم الاستعمار البريطاني بالمال والأسلحة الحديثة، بينما كان الإمام يحيى حميد الدين لا يمتلك المال والعتاد في مواجهة طغيان الاستعمار البريطاني وبن سعود، دافع الأمام يحيى قدر المستطاع عن حقوقه الوطنية المشروعة، ورفض عرض بن سعود لتقاسم نجران وجيزان وعسير، كان متمسكاً بيمنية الأراضي المغتصبة، ورفع شعار اليمن لليمنيين، وتوحيد الأراضي اليمنية من الشمال إلى الجنوب. 
بريطانيا اتخذت موقفاً معادياً للدولة اليمينة منذ استقلالها عام 1918م، بعد مرحلة طويلة وشاقة من الصراع مع الاستعمار العثماني، قدمت بريطانيا كل أشكال الدعم والمساندة للقبائل اليمنية للتمرد على الإمام يحيى، لم تفلح تلك المخططات بهزيمة الإمام يحيى، وتدخلت بريطانيا بشكل مباشر باستخدام الطائرات وضرب المدن والقرى اليمنية، وتم الاستيلاء على ميناء الحديدة وتسليمه للإدريسي العميل المزدوج للإيطاليين والإنجليز، وأخيراً لابن سعود، ومع احتلال ميناء الحديدة باتت المملكة اليمنية في عزلة اقتصادية وحصار شامل، رفض الإمام يحيى رفضاً حاسماً سياسة الأمر الواقع، وتمكن من مواجهة الإنجليز والأدارسة، وتحرير الحديدة ومعظم تهامة، حتى وصل إلى ميدي، في حين لجأ الإدريسي إلى بن سعود، ووضع ما تبقى من إمارته تحت حمايته (ما أشبه الليلة بالبارحة!).
سياسة الإمام يحيى كانت ترمي إلى قيام دولة مركزية مستقلة، وتوحيد اليمن من صنعاء إلى عدن، ورفض الاستعمار والنفوذ الأجنبي، تجسد ذلك برفض الاعتراف بالاحتلال البريطاني لأجزاء من اليمن، وأيضاً رفض اتفاقية التقسيم وترسيم الحدود بين الشطرين.. تلك حقائق ووقائع تاريخية لابد من تأكيدها. 
مملكة الشر حاولت بكل الوسائل عرقلة مشروع الوحدة اليمنية وحق الشعب اليمني وحلمه في بناء الدولة المدنية المستقلة بمشروعها الوطني والتقدمي العادل، وحقه في الحرية كضرورة إنسانية ملحة لحياة كريمة وشريفة ووفقاً لإرادته. في 1994م وجدت السعودية فرصتها التاريخية للانتقام من مشروع الوحدة، بدعم البيض بعد إعلانه الانفصال، بـ200 مليون دولار لشراء الأسلحة كمرحلة أولى لمحاربة الشمال في صيف 1994م.
لم تكن مملكة الشر غائبة في كل المؤامرات والمخططات الأمريكية - الإسرائيلية، وتنفيذ جميع مخططات ومشاريع البترودولار في المنطقة والعالم، محاولة مملكة الشر تجميل نظامها الرجعي القبيح والبائس، بتقديم فتات المساعدات غير المجدية للدول العربية والإسلامية، باسم مملكة الخير، يعتبر إذلالاً وتركيعاً واستلاباً للقرارات السيادية لتلك الدول.

أترك تعليقاً

التعليقات