المجلس الانفصالي الإماراتي
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي / لا ميديا -

المواجهات الدامية والحالة المفرطة في مأساويتها من خروقات واغتيالات للأحلام والوجود، وكوارث حقيقية يعيشها أبناء الجنوب الحبيب، في ظل الفوضى المفتعلة وإذكاء العداوات وعمليات التنكيل والتهجير القسري والإهانات للمواطنين من أبناء المحافظات الشمالية بعدن على أيادي عصابات ومجرمي ما يسمى بالمجلس الانتقالي والحزام الأمني بدعم من قوات الاحتلال الإماراتي، وفتح جبهات قتال أهلية ومناطقية لتطبيق سياسة الفوضى الخلاقة، سياسة الشيطان الأكبر لتأسيس عاصمة يتمازج فيها كيان العدوان مع دم القبيلة والطائفية والمناطقية لتقسيم وتمزيق اليمن إلى مربعات لصالح العدوان ليسهل ابتلاعها. تحالفات تنفذ عمليات السطو على هذا البلد المسالم، وتعمل جاهدة لزجه في منظومة عنف لا نهاية لتداعياتها القاتلة، وإطفاء جذوة الحياة داخل سياق السلوك الإجرامي لتعزيز الإحساس بالانكسار كمصير محتوم. عمليات مشبوهة ومعارك مفتعلة تنفذ مخططات خارجية دولية بكل المقاييس والشروط، وتظهر قفزة نوعية من نمو (قانون الغاب) الذي صاغته أمريكا وتنفذه الإمارات والتحالف الكوني ضد هذا الوطن المسالم، باستخدام سياسة النزيف الدموي المستمر والضربات الموجعة من قبل أدوات متكافئة في العمالة والارتزاق وانعدام القيم. حقد يرد على حقد، وطغيان يرد على طغيان، وعمالة ترد على عمالة، وانحراف يرد على انحراف، وخيانة ترد على خيانة... والوطن بينهما جريح، تركت أبوابه مفتوحة لكل إعصار يأتيه من الخارج، إعصار يطحنه. فيما الإنسان يعيش انكساراته الداخلية. ممارسة ارتفعت من دون جدال بالشيطانية إلى أعلى درجاتها الجهنمية وبإصرار رائدة الشر في التاريخ العربي مملكة الشر السعودية وصمت طغاة العالم ونظامهم الامبريالي، يقابله الهبوط المأسوي نحو الانصياع والتبعية لقوى تدعي (الشرعية)، شرعية المرتزقة والمتحذلقين والمتفهمين بذكاء مفرط لشروط وطبيعة المرحلة. أولئك السفلة الذين لا تأنف أيديهم أن تمتد إلى أيادي الشر، يهادنون دون حساب حفاري قبورهم الأشد شراً وحقارة، يتحالفون مع العدو على تقسيمنا وسحقنا وتفتيتنا ليسهل دفعنا للدخول إلى ملكوتهم ومستعمراتهم والسير خلف قادة الانفصال، ودكتاتورية ابشع شياطين العالم، لخنق الشعوب وامتلاك إراداتها وثرواتها. هم الآن يتقيؤون مخططاتهم وبشاعتهم في أرض الجنوب الحبيب تحت الشمس وعلى المكشوف، وعلى أيدي أدواتهم يعلنون الانفصال عن اليمن، ويمدون جسور العمالة والدناءة إلى أبوظبي للعبور إلى السلطة الزائفة لتنفيذ مصالح العدوان وليس غيرها على الإطلاق، إرادات مستعدة ومهيأة (للتسلع السياسي).
مستقبل اليمن ليس حكراً على طائفة أو مجموعة مغامرة متآمرة، ولا على القرارات الدولية البائسة، أو التنافس الكوني الخبيث. ليس حكراً على السعودية والإمارات والتذرع بالأسباب الواهية والشرعية الزائفة.
 الشرعية لشعبنا اليمني؛ من دفع ويدفع ثمن حريته ووحدته، من دفع ويدفع من أمنه واستقراره، من دمه وقوت أطفاله ونسائه ورجاله، من يدافع عن تاريخه وجغرافيته ومكانته، من يدافع عن خبزه وإنتاجه وكل ما يتصل بالحياة وفي دروب الحياة كلها. شعبنا وحده الضمانة الحقيقية والوحيدة للحرية وللوحدة، وللعودة إلى الحياة الطبيعية والتلاحم والتماسك الاجتماعي، بعيداً عن التفرقة والتناحر والفتن، والمشرط الاستعماري المسموم والمغروس في الجسد اليمني يشوه الجغرافيا ويزيف التاريخ. 

أترك تعليقاً

التعليقات