السعودية مظلة مثقوبة
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي / لا ميديا -

قادة أحزاب ثورية، وتنظيمات تقدمية، ومنظمات حقوقية، وشخصيات اجتماعية بارزة، وقامات سياسية كان لها حضورها واحترامها وأصبحت الآن ضمن جماعة الارتزاق والعمالة تسوق بضاعتها للعدوان وتتسلل من ثقوب النزعات والاختلافات الداخلية للمتاجرة بدماء الشعب اليمني وبالأرض، وبلقمة عيش الفقراء، وبدموع الثكالى والأرامل والأيتام. أسماء مجوفة تدعي أن لها شرعية وطنية وهي في حضن العدو التاريخي المدعوم بأصل تاريخي للتبعية، عدو رجعي متزمت برجعيته وحقده على الشعب اليمني، وأصبحت قادة الأحزاب والتنظيمات في حماة التلهف نحو تسريع الوصول إلى مراكز النفوذ الجديدة، تلهف ضعاف النفوس وشراهة حقارة اللصوص من أجل أن يكون لهم دور ووظيفة وحماية ومكانة لدى السعودية، المظلة المثقوبة أصلاً والتي لا تستطيع حماية نفسها ويكون لها القرار في إدارة شؤونها ومصيرها. 
قوى قزمية متهالكة تتجاذبها أيادي العبث والمصالح المهترئة وتحاول أن تبرز نفسها وكأنها أقطاب مؤثرة تحرك سياسات تحالف العدوان، وهم يدركون جيداً أن أهميتهم ودورهم ينبع أساساً من حاجة العدو لهم كمرتكز وأدوات لشرعنة العدوان، ديكورات وأدوات تتعرض للإهانات بشكل دائم، وفصول من الإهانات يتجرعها وزراء ومسؤولو الجبهات العسكرية ونواب ورئيس البرلمان ومستشار الرئيس المخلوع وصولاً إلى الدنبوع ذاته. أولئك من أدمنوا الإهانات والخيانة، عشاق الارتزاق ولا يستطيعون الإقلاع عن معزوفة الاستجداء والشحت والإذلال ومحاولتهم استغباء الاخرين وخاصة قواعدهم بأن لهم دوراً ومكانة في التسويات السياسية وفي اتخاذ القرارات المصيرية، استغباء واضح لعناصرهم ولذكاء الآخرين بطرح تلك المبررات الواهية وبكل ما ينطوي عليها من هشاشة للإفلات من واجبهم الوطني والحزبي، وأيضاً طرح البعض الآخر، غباء الحياد باستخفاف ومن دون دهاء سياسي حيث لا يوجد حياد في القضايا الجوهرية والمصيرية التي تمس السيادة والأرض والكرامة والحقوق الوطنية. الحياد هنا موقف سلبي يدعم العدوان وشراكة متواطئة مع حالة اللاوطنية، فمثل هذه النباهات الديناصورية قد ولى عهدها منذ أمد بعيد، بعيد جداً. الواقع الذي نحن فيه لا يحتمل المراوغات أو التجبير أو المهدئات وتوظيف الطموحات الفردية بالتفقه الأيديولوجي الذي يغذي التشتت بشتى الضغائن والأحقاد ويصب في سياق مشروع العدوان وتحالفه. 
قتالنا وصمودنا وتضحياتنا دفاعاً عن أحقية الوطن في أن لا يسوق ترابه من أجل شبق البعض للسلطة وتشعباتها، إلى وطن لا يتأرجح فيه المصير بين الوصاية السعودية وحكم الإقطاع والعسكرتارية، وطن غير ملتبس وغير فئوي، ولا طائفي، ولا مقسم، وطن ضد التعصب مهما كانت هويته وطائفته ومذهبيته. 
فقد آن الأوان لتحقيق القطيعة مع ظاهرة الارتجال والمزايدات والخطابات الرنانة. الوطن بحاجة إلى فعل إرادات حرة وفعل مكونات حقيقية قائمة وراسخة فكراً وسلوكاً تدعم صمودنا ومواجهاتنا الناجحة والمنتصرة بأبعادها الاستراتيجية سياسياً وعسكرياً وأمنياً وأخلاقياً، انتصارات تفتش عن ملاذات إنسانية لتجنيب المنطقة مآسي الأفعال البائسة لعدوان استعماري بغيض يريد لنا حياة العبودية الأبدية والقهر والانسحاق والاستغلال.
فالذين لا يستطيعون أن يجسدوا إرادتهم الحرة في أرضهم أولى بأرضهم أن تكون بلا أهل. والذين لا يملكون ان يحددوا هدف حياتهم أولى بهم أن تسلب منهم تلك الحياة.

أترك تعليقاً

التعليقات