ولد الشيخ يصل وضميره يغادر
 

طاهر علوان

وصول ولد الشيخ صنعاء ومغادرته لا يقدمان ولا يؤثران في الحل السياسي المباشر أو غير المباشر في العدوان على اليمن، لأنه لا يملك حرية الإرادة وإصدار القرار العادل. ولد الشيخ جسر عبور وامتداد للمشروع الأمريكي - السعودي في المنطقة، وأداة طيعة لتنفيذ خطط ومبادرات ومشروع الهيمنة الأمريكية السعودية، مشاعره ووجدانه وتفكيره ودمه معجون بالبترول السعودي والدولار الأمريكي. 
وصول ولد الشيخ بخطة شاملة كاملة للحل السياسي والعسكري، والتي تستند إلى مبادرة وزير الخارجية الأمريكية كيري، مع تعديلات أجراها ولد الشيخ بما يتوافق مع الوجهة السعودية. الخطة تتضمن تشكيل سلطة تنفيذية توافقية بشقيها الرئاسة والحكومة، وتسمية نائب توافقي لرئيس الجمهورية تناط به كافة الصلاحيات الرئاسية، على أن يقدم النائب الحالي استقالته، وتفويض هادي جميع صلاحياته لنائبه الجديد الذي سيصدر قرار تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناصف بين المرتزقة وعملاء العدوان من جهة، وبين أنصار الله والمؤتمر من جهة أخرى، وفي الشق الميداني: الانسحاب من المنطقة (أ) صنعاء، تعز، الحديدة.
الخطة التي جاء بها ولد الشيخ الشاملة الكاملة المضللة، نسخة مكررة لما نوقش ورفض خلال اللقاءات السابقة، وآخرها في الكويت، لا يوجد أي جديد أو متغيرات، سياسة القسمة على واحد تكرار لنفس الرقم ذاته، عملية تضليل مخادعة واستنزاف للوقت وإعطاء أكبر فرصة ممكنة للعدوان لعل وعسى أن يحقق أي تقدم، أي نجاح، أي انتصار في أية جبهة أو محور. 
وصول ولد الشيخ وتقديم خطة سلام هزيلة، تعتيم على المجازر والجرائم، خاصة على المجزرة الشنيعة بحق معزي الصالة الكبرى التي لم يصدر عن ولد الشيخ (الأممي) أي بيان إدانة حول المجزرة، بل عمل على عرقلة تشكيل لجنة دولية محايدة من خلال مطالبته دول تحالف العدوان بسرعة إظهار نتائج التحقيقات من لجنة العدوان، في محاولة منه لإضفاء صفة الشرعية لتلك اللجنة.
ولد الشيخ ملحق سياسي وأداة طيعة لأمريكا والسعودية، يحاول تطويعنا وإدراجنا ضمن آليات المنظومة الخانعة والخاضعة للهيمنة الأمريكية السعودية، تطويع أفعالنا وسياساتنا للتوجه الأمريكي والمشاريع الأمريكية التي تتطور في كل لحظة، مستجيبة لمستجدات تسهم أمريكا بشكل فعال في خلقها، وتعمل على توجيهها حتى تتمكن من السيطرة وتسيير العالم اختياراً أو اضطراراً ضمن مشاريعها وخططها.
ليس هناك مرجعية للشرعية الدولية، أمريكا هي الفصل، وهي المعتدي والحكم، تعمل على توظيف الشريعة والقوانين الدولية لمصلحتها واستخدام القوة عندما تريد، لا وجود للأممية إطلاقاً ولا لشرعيتها، بطلان الأسس والقوانين والأخلاقيات التي وجدت من أجلها، شعب معتدى عليه جواً وبحراً وبراً ومشروعاً وكرامة، يتعرض لقصف همجي وحشي على مدار الساعة، عدوان ينتهك الحرمات وكل التشريعات والأخلاقيات والمعاهدات وميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية الإنسانية، عدوان دمر مصادر الحياة، ارتكب أبشع الجرائم والمجازر، لم يراعِ حرمات وحياة المدنيين الأبرياء، استغل صمت العالم الخانع الخاضع والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية وتعتيم المبعوث الدولي ولد الشيخ. 
القضية والمشكلة وحجر الزاوية يا ولد الشيخ ليس بالرئيس ونائبه التوافقي، ولا بالحكومة والمحاصصة، ولا بالمنطقة (أ) والمنطقة (ب).. القضية والمشكلة يا ولد الشيخ صراع مشروعين؛ مشروع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة اليمنية ورفض الهيمنة والاستعمار والعبودية الأمريكية- السعودية، والمشروع الآخر التبعية والذل والخضوع واستغلال الثروات والمقدرات الوطنية واستلاب البشر وتقسيم اليمن على أساس طائفي مناطقي. هنا المشكلة والقضية وحجر الزاوية يا ولد الشيخ. 

أترك تعليقاً

التعليقات