النصر الحاسم
 

طاهر علوان

طاهر علوان / لا ميديا
تتسارع الأحــــــداث السياسيـــــــة، والعسكرية، والمتغيــــــرات الدولية لصالح صمودنا ومظلوميتنا ، وتعزيز مواقفنا السياسية ومطالبنا المحقة في الحرية والاستقرار، تلك التطورات التي أخذت تتجمع في أفق المنطقة والعالم، وبشكل يعاكس استراتيجيات الإخضاع والسيطرة الأمريكية -الصهيونية، وضد مخططاتهما الإجرامية المدروسة بدقة متناهية لإجهاض القوى الحية والفاعلة، القوى الوطنية الشريفة، وتوجيه ضربة عسكرية لإحداث خلل وإرباك في صفوف المجاهدين في الساحل الغربي، وتحقيق آخر أمل لها في الحصول على إنجاز عسكري بغض النظر عن ضآلته لفرض شروطها في المفاوضات القادمة ومحاولة إخماد صوت الثورة باعتبارها ركيزة أساسية في محور المقاومة والصمود العربي، وفرض ما تريد سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. 
تكثيف الحملة العسكرية على الساحل الغربي محاولة سعودية لتصدير أزماتها والهروب من مآزقها الإجرامية المتعددة، نتيجة سياستها الغبية وعدوانها على اليمن، وليس آخرها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أما الهدف الأساسي الذي يقبع خلف الستار لهذا التصعيد الهمجي المكثف، فيتمثل مباشرة بالاستراتيجيات الأمريكية الصهيونية في هذه المرحلة الحاسمة، والرغبة الأمريكية في السيطرة الكاملة على ثروات المنطقة ومواقعها الاستراتيجية، والذي يتقاطع مع الدور الوظيفي للكيان السعودي في خدمة الاستراتيجيات الاستعمارية منذ تكوينها ومحاولاتها الفاشلة والمستمرة في إعادة ترتيب المعادلات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة بما يتوافق مع النظام الدولي الجديد الذي تريد أمريكا فرضه في عموم المنطقة، وتوجيه رسالة إلى محور المقاومة العربية بأنها لا تواجه أمريكا والكيان الصهيوني وحدهما فقط، بل هناك قوى احتياطية يمكن أن تعمل بالنيابة عنهما تقتل وتدمر وتتدخل في الوقت المناسب دون أن تلحق أية خسائر مادية أو معنوية بأمريكا أو إسرائيل.
نحن الآن في عمق المعركة المصيرية الحاسمة لانحدار العدو نحو الهاوية وعمقها السحيق، ولن تجديه تلك الحملات العسكرية المكثفة على جميع الجبهات لإنقاذه من الفشل الذريع.
بإرادتنا وعزيمتنا وبكثير من الصلابة نخوض ملاحم الموت ضد الذئاب المتربصة بنا من كل جانب، ولابد من تكثيف وتنسيق خيارنا العسكري حتى لا ينفذ العدو من ثغرة الوقت الضائع. انتصارنا في الساحل الغربي تتويج لكل الانتصارات السابقة في الجبهات والمحاور، ودعم قوي لمحور المقاومة العربية، وتثبيت مشروعها العادل، وتراجع وفشل المشروع الأمريكي في عموم المنطقة.
بصمودنا وعزيمتنا وإرادتنا الصلبة سننتصر على جرائم الإبادة والاستيطان، ومن حقنا أن نعتز ونفتخر بما حققنا من انتصارات ومكاسب، ومن ممارسة ديمقراطية نسبية، لكنها مميزة مقارنة بأوضاع المنطقة، فليكن ذلك دافعنا إلى مكاسب وطنية تعزز ما تحقق من مكاسب، وتضيف إليه الكثير، فلا راحة في هذا البحر العاصف الذي تمر به اليمن إلا للحمقى وحدهم وأصحاب المنافع الزائلة.

أترك تعليقاً

التعليقات