د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
عندما نتحدث عن يوم القدس العالمي لا نستطيع الحديث عنه دون أسبابه وظروفه وموجباته وما هي الرؤية ومفادها والرسالة ومؤداها والأهداف التي يجب أن يحققها... وهذا لا يتسع له مقال واحد؛ ولكن علينا أن نعلم وندرك أن القضية الفلسطينية شعبا وأرضا ومقدسات ليست قضية فلسطينية فحسب أو عربية فقط، وإنما قضية الأمة كلها، وبناء عليه فلا يستطيع الشعب الفلسطيني نفسه أو قيادته التنازل عن فلسطين ولا مقدساتها لا باتفاقيات أو تسويات، لأنها لا تخص هذا الشعب لوحده، بل تخص عربا ومسلمين ومسيحيين، بل هي قضية إنسانية عالمية.
كما أنه لا تستطيع قيادات الشعوب العربية وسلطاتها وأنظمتها الحاكمة أن تتصرف بالقضية الفلسطينية من خلال مفاوضات أو تسويات مع كيان الاحتلال، لأن واجبها الوطني والديني والأخلاقي والقيمي والفطري والإنساني يحتم عليها الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومساعدته ومشاركته في تحرير الأرض والمقدسات، ولذا فإن ذهاب كثير من قيادات الأنظمة العربية والأعرابية وحتى القيادة الفلسطينية للتسويات مع كيان الاحتلال الصهيوني والتطبيع معه قد أطال المعركة، ولكنه عجز عن أن ينهي القضية الفلسطينية، فانتهى ومات كثير منهم ولكن القضية لم تمت ولم تنتهِ.
قطار «التسوية» والتطبيع بدأ بـ«كامب ديفيد» السادات في 17 أيلول/ سبتمبر 1978 لتقوم الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في 11 شباط/ فبراير 1979، ولأنه كان يدرك ويعي جيدا أن قطار تسويات الاستسلام لهذه الأنظمة قد بدأ ولن يتوقف فقد أعلن يوم القدس العالمي في آب/ أغسطس 1979، أي بعد ستة أشهر من قيام الثورة. وبعجالة نوجز بعض ما أنجزته تسويات الأنظمة العربية وبعض منجزات يوم القدس العالمي.
بعد مضي 46 عاماً على بدء تسويات الأنظمة العربية وما يقرب من 45 عاماً على إعلان يوم القدس العالمي، نستطيع القول وباختصار شديد بأن القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة في فلسطين عندما تركت للأنظمة العربية وحدها كان من نتائج ذلك التفريط بها والتنازل عنها من قبل هذه الأنظمة، حتى وصل بها الحال اليوم، وكما تجلى بوضوح بعد معركة «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى دعمها لكيان الاحتلال للقضاء على الشعب الفلسطيني ومقاومته وأنها أحرص على ذلك من كيان الاحتلال نفسه.
أما الثورة الإسلامية في إيران فهي من يدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته لكيان الاحتلال الصهيوني ولقوى الاستكبار والاستعمار والطغيان العالمية الداعمة للكيان والمشاركة معه في كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة، وشكلت محور المقاومة ومعها سورية وحزب الله في لبنان، والذي ازداد قوة بالشعب اليمني العظيم المجاهد والمقاومة في العراق وكل الشرفاء الأحرار المقاومين المجاهدين من أبناء شعوب الأمة الرافضين لمشاريع استسلام المهينة التي باعت الأرض وتنازلت عن الحقوق. وهذا المحور هو أبرز نتائج وتجليات الثورة الإسلامية ويوم القدس العالمي.

أترك تعليقاً

التعليقات