3 أعوام من النصر وخمسون
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

لن أقول ثلاثة أعوام من العدوان على اليمن، فهذا ما يعرفه الشعب اليمني (حقيقة مرة)، ويعرفه العدوان (السعوصهيوأمريكي) كذلك؛ بل أقول ثلاثة أعوام من العزة والكرامة والنضال الوطني للشعب اليمني في مواجهة العدوان والغزو، لنيل حريته واستقلاله وسيادته على أرضه وحقه في قراره الوطني. ثلاثة أعوام من صناعة النصر امتلك فيها الشعب إرادته وقراره في المواجهة، والانتصار على عدوان حاول أن يقتل كل شيء إلاّ إرادة النصر عجز عن قتلها. ثلاثة أعوام من استعانة الشعب بالله وثقته بنصره، وفيها استعاد هويته، وكسر قيد الوصاية، وحطم أغلالها، وشب عن الطوق متحرراً من هيمنة كيان (بني سعود)، ورامياً بأحذية إليه، وسقطت وصايته، وفقد ما نسبته 98% من نخبة سلطة تسبح بحمده، و80% من شعب مغيب، بلا وعي قبل 3 أعوام صفق له، وقبل مبادرة نُسبت إليه (المبادرة الخليجية) وهي أسوأ محطات الوصاية. ثلاثة أعوام فيها استنهض الشعب قواه، وخلقَ وعياً من إرث تاريخي غيبته الوصاية ردحاً من الزمن، وعياً به امتلك الشعب قراره، وبنى قدرات، وأعد ما قتل به العدوان، ومزق ثوب شرعية متسخ حاول أن يخبئ عدوانه خلفه.
ثلاثة أعوام من الرد إلى الردع إلى إسقاط طائرات حربه، ووصول صواريخنا إلى قصر اليمامة رمز سيادته، وتطوير قدرات الردع حتى النصر الناجز. ثلاثة أعوام من انتصارات ميدانية على كل الجبهات وبسلالم وبضعة أفراد يسقطون موقع الضبعة العسكري في نجران، ويدمرون ما فيه، وغيرها الكثير من البطولات والانتصارات الموثقة تعيد الروح للجسد وتقربنا من نصر نهائي ناجز. ثلاثة أعوام صبر وثبات وعزة وكرامة وإباء، وما يقوم به العدوان من قتل مباشر بأحدث وأفتك الأسلحة، وقتل بالحصار والتجويع وقيامه بجرائم إبادة جماعية غير مسبوقة بحق الشعب اليمني، ورغم فداحته يظل ثمناً معقولاً يدفعه الشعب لقاء حريته، وتحرره من أسوأ وصاية عرفها الإنسان، عمرها خمسون سنة مما تعدون، ففي عهد الوصاية ولسبب ما نجهل كثيراً منه ابتُلينا بأربع مهلكات، أولاها: سلطة وصاية وارتهان خائنة وبلا كرامة، وثانيتها: وصي جاهل غبي فاق بغبائه الغباء ذاته، كأداة تنفيذ، ووكيل للاستعمار، عدو شعب يحكمه، وعدونا، كيان لا ينتمي للأرض ولا للشعب، وثالثتها: خائن وطني (محلي) وقح يخون وطنه وشعبه ويُسَمّي ذلك خيانة وطنية (ثقافة سلطة ونخب)، أضف إليه عميلاً مرتزقاً براتب من اللجنة الخاصة بالوصي ومباركة تلك السلطة وشرعنتها، وهي جزء من ذلك كي يكون ذو الراتب منها وإليها، وغطاءً لخيانتها، ودرعاً تقيها غضب الشعب، رابعتها: وطنيٌ مغفل يخدم العدوان من حيث لا يحتسب، ويحسبُ أنه يحسن صنعاً، وكلهم للأسف مخرجات مؤسسات سلطة الوصاية تلك.
إن خمسين عاما وصاية وذلاً وهواناً كانت مقدمة منطقية لما يحدث اليوم، وكان ذلك بداية لعدوان استمر دون مقاومة ولا مواجهة ولا ردع، ولو كتب له الاستمرار لكان كفيلاً بموت قيمي، وضياع أخلاقي، وفقد للهوية، ولذلك لم يتحمل العدوان صحوة الشعب في 21 أيلول 2014م وخروجه للمطالبة بحريته واستقلاله، رافضاً تلك الوصاية، وبعد فرار أحذية الوصاية إليه حضر بنفسه لقتل الشعب والعدوان عليه، فكانت ثلاثة أعوام فيها يستعيد الشعب اليمني عافيته، فاسترد سلطته، وفرض شرعيته، وواجه العدوان وقرر الانتصار عليه بعد أن خذله جيش سلطة وصائية وخذلته قيادات خائنة لله، وله ما اضطره للدفاع عن نفسه وأرضه وعرضه بنفسه،  ثلاثة أعوام محت عار 50 عاماً مضت، فيها أدرك أصيل العدوان عجزه، وهزيمة أدواته أمام قوة وبأس الشعب اليمني، وصواريخ Made in yemen إيرانية تهربها روسيا وصلت، وأصابت أهدافها بدقة. ثلاثة أعوام ظن العدوان ظن السّوْء أنه قادر على محو اليمن من الخارطة في زمن لا يتعدى الشهر، متكئاً على مجموعة أوهام غروره، وتقديرات غبائه، ومراهناً على توقعات قارئات فنجانه وكفه، مستنداً في المواجهة لنقاط ضعفه لا قوته، وما أدرك أن الإمبراطوريات لا تسقط إلاّ نتيجة لسوء تقديراتها وأخطاء قراراتها. 3 أعوام من بشائر النصر الواضحة، وخلالها توفر للشعب إرادة تاريخية في النصر، وقيادة واعية، تؤهلانه للنصر الناجز قريباً.
التحية للمجاهدين المواجهين للعدوان من الجيش واللجان الشعبية. وتحية خاصة للقوى الصاروخية وللقيادة المدركة الواعية. الرحمة والخلود للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. اللعنة على أنصاف الرجال. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات