العدوان يعيش سكرات الهزيمة
 

د. مهيوب الحسام

لو كان هناك عدوان أخلاقي، لما سمّي عدواناً، ولما قام بعدوان أساساً، لذا فإننا لا نتوهم ولا نأمل من عدوان أخلاقاً ولا قيماً ولا مروءة، لأننا ندرك جيداً ونعي تماماً أنه لا يوجد عدوان وفيه ذرة من قيم أو إنسانية، هكذا علمنا الله ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله، وعلمتنا المسيرة القرآنية والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وهكذا علمنا ولايزال قادتنا السيد حسن نصر الله والسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي رضوان الله عليهما، وهكذا أثبت لنا العدوان أصيله (الأنجلوسكسوني) ووكيله (السعوصهيوإماراتي)، وهو يبرهن لنا بشاعته يومياً خلال 3 أعوام ونصف من استهدافه للمدارس والمعاهد والأعراس وصالات العزاء والنساء والأطفال بمدارسهم والمصلين بالمساجد والمكفوفين في دورهم والعجزة والمسنين والمعاقين والمرضى بالمستشفيات، وكذا استهداف الحيوانات والأشجار والأحجار... الخ، وليست آخر جرائمه جريمة المحوات ومستشفى الثورة بمدينة الحديدة، الخميس 2 أغسطس، والتي بلغ ضحاياها أكثر من 280 فرداً بين شهيد وجريح، وكذلك جريمة ضحيان في صعدة بحق الأطفال وطلاب المدارس الذين لم يبلغ أكبرهم سن الـ14، وهم بحافلتهم وسط السوق أيضاً، والتي سقط ضحيتها أكثر من 60 طفلاً شهيداً وأكثر من 80 جريحاً نحتسبهم ككل شهدائنا عند الله سبحانه وتعالى، والذي بغيره لن نستغيث، وعلى غير شعبنا لا نعول، وبغير الله وشعبنا لن نستعين، ولن نعتمد إلاّ على الله وعلى أنفسنا في مواجهة هذا العدوان المستكبر الظالم، ولا نطلب من العدوان ألا يكون عدوانياً، ولا نطلب من ناعقه ألا يكون كاذباً، وهو بوكيله وأصيله وناطقه ومرتزقته يعانون سكرات الهزيمة الحقيقية، ويعيشون مرارتها كل يوم.
إن 4 أعوام من عدوانه على الشعب اليمني وارتكابه أبشع الجرائم بحق هذا الشعب، قد أوصلته من حالة الإحباط والتخبط ثم اليأس من هزيمة هذا الشعب، إلى إصابته بالصدمة والرعب بأضعاف ما أمل أن يلحقه بالشعب اليمني، لدخوله مؤخراً مرحلة سكرات الهزيمة بكل استحقاقاتها، يتصرف تصرف المهزوم، يقتل الأطفال في حافلة وسط سوق بوضح النهار، ويخرج علينا ناعقه هاذياً مدعياً أن استهداف الأطفال هدف مشروع وفقاً لشرعته، زاعماً أن أطفالنا قادة، وربما في هذه صدق وهو من الكاذبين، وذلك في قوله إن أطفالنا هؤلاء قادة كبار، وهم كذلك، وسيسجلهم التاريخ كذلك، فهم مجاهدون في ظل عدوان يستهدفهم ويستهدف كل شيء حولهم، ذهبوا ليتعلموا العلم الذي يواجهون به أعداء الله وأعداءهم وقتلة آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم، وربما كل أفراد أسرهم، فهم مجاهدون تحملوا المسؤولية في سن مبكرة، وأولاد مجاهدين أيضاً، بعضهم قد استهدف العدوان كل أسرته أو معظمها، فلم يدع لهم فرصة إلاّ أن يكونوا كباراً، ويتحملوا المسؤولية في التعليم وتعلم القرآن ونهج المسيرة، ليدافعوا غداً عن أرضهم وعرضهم، ويأخذوا بثأر آبائهم وأهليهم، لذا تعمد العدوان استهدافهم بالقتل لأنه يخافهم ويخشاهم وقد بات يوقن لهزيمته.
وعليه فإن جرائم العدوان تقصر عمره وتقربه من هزيمته الناجزة المستحقة، كما تقربنا من الانتصار الناجز المستحق عليه. ندرك أن هاتين الجريمتين لن تكونا آخر جرائمه، وسوف يقدم على المزيد والمزيد، لذا يجب ألا نبكي شهداءنا، بل نحتسب عند الله، كما علينا أن ننفر ونحشد إلى الجبهات لمواجهة هذا العدوان الأسفل والأحط في التاريخ وهزيمته، استجابة لله ولرسوله، ودفاعاً عن أرضنا وحماية لأعراضنا، وصوناً لشرفنا وكرامتنا وعزتنا، يقول تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) [البقرة: 190]، فنحن نقاتل في سبيل الله، وهم يقاتلون في سبيل الشيطان، ونحن على الحق لأننا لم نعتدِ على أحد، بل ندافع عن أنفسنا، وهم على الباطل، فهم يعتدون علينا للعام الرابع، ويقتلوننا بظلم دون وجه حق، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) [محمد: 7].
تنصروا الله تستجيبوا له، قال تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) [البقرة: 194]. وعليه فلا حوار مع مرتزقة العدوان التابعين له، والذين هم جزء منه، وكذلك لا مفاوضات مع العدوان قبل أن يجنح للسلم، قال تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) [الأنفال: 61]. أما في ظل استمرار عدوانهم وجب قتالهم وهزيمتهم، وكلما زاد العدوان في غيه وزادت جرائمه، نستبشر بقرب هزيمته بأيدينا.
التحية لهذا الشعب اليمني العظيم بمجاهديه من جيشه ولجانه، وتحية لقيادته الواعية المدركة. الرحمة للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات