د. مهيوب الحسام

بعد ما يقارب 3 سنوات من العدوان (السعوصهيوأنجلوسكسوني) على اليمن أرضاً، وشعباً وبيئة، وبعد عامين ونصف من الاحتلال الإماراتي (موانئ دبي العالمية) للجنوب والشرق اليمني كوكيل للأصيل الأنجلوسكسوني، وفي العام 2017م، تعز وهي تحيي الذكرى الـ54 لثورة الـ14 من أكتوبر 1963م المجيدة، التي أعلنت الكفاح المسلح من تعز ضد نفس المستعمر للأرض اليمنية ذاتها، في المؤتمر الأول للجبهة القومية المنعقد في الشذروان في صالة مدينة تعز، بتاريخ 19 أغسطس 1963م، لتندلع شرارتها الأولى بعد شهرين من جبال ردفان الأبية على يد المناضل البطل غالب بن راجح لبوزة، ورفاقه، عندما عادوا للجنوب بعد قتالهم في صنعاء دفاعاً عن ثورة الـ26 من سبتمبر ضد المعتدي الحالي ذاته.
أولئك المناضلون الذين رفضوا الاستسلام وتسليم أسلحتهم للقوات البريطانية التي واجهتهم، فقاتلوا واستشهدوا يوم 14 أكتوبر 1963م، وبدمائهم فجروا الثورة ضد المستعمر، والتي انتهت بهزيمته، ولا تزال شعلتها مستمرة لم تنطفئ حتى اليوم. تلك الثورة التي مرغت أنف الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، في التراب اليمني، وأخرجتها في الـ30 من نوفمبر 1967م من النافذة، تجدد العهد، ومناضلوها وثوارها، وأبناؤهم والأحفاد بأنهم لن يقبلوا بعودة استعمار الأمس من الباب مجدداً، أكان أصيلاً أو وكلاء، وليعلم المستعمر أن المناضل غالب لبوزة، ومدرم، وباذيب، وباصهيب، وعبدالقوي، وعبود الشرعبي، وسلطان عمر، وفتاح، وغيرهم من الشهداء، وأبناءهم، وكذلك المناضلين سعيد الجناحي، وعبدالقادر أمين، وراشد، وباراس، ومحسن، ممن لايزالون على قيد الحياة، ومعهم كل الشرفاء الأحرار، واقفون له ولوكيله بالمرصاد.
إن تعز التي حشدت شرفاءها، واستقبلت كل الشرفاء من أبناء اليمن من كل المحافظات الذين توافدوا إليها للاحتفاء بهذه الذكرى، وهذا العيد الوطني، أثبتت مرة أخرى أنها كانت ولازالت وستبقى حاملة لمشروع التحرر والاستقلال، وحاضنة لقوى النضال والكفاح المسلح ضد الغزاة والمحتلين، وتتعهد بمواصلة مواجهة العدوان (السعوصهيوأمريكي) الحالي على اليمن، وأن تنزل به الهزيمة التي يستحق، وتتعهد كذلك بأن تحرر ما وقع من الأرض تحت الاحتلال، وتقوم بواجبها، وتشارك أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية في تحريرها وتحرير كل شبر من الأرض اليمنية وقع في قبضة المحتل الجديد (موانئ دبي) وكيل الأصيل البريطاني، وتذيقه أضعاف ما ذاق أصيله، وألا يطرد من الأرض اليمنية كما دخلها، بل أذل وأخزى.
تعز بهذا الحشد العظيم إذ تظهر منها لأعداء اليمن القوة والبأس الشديد، تبدي العزم على مواجهتهم، وهزيمتهم، وترسل للداخل رسالتها الداعية للوحدة الوطنية، ورص الصفوف، وتوحيد الكلمة، وتصويب البندقية نحو العدو التاريخي لليمن المستعمر القديم الجديد، وأدواته من كيانات زيت الخليج قفازاته من المحتلين الجدد.
تعز التي تصرخ اليوم بوجه العدوان (هيهات منا الذلة) التي قد لا يدرك العربان من أبناء بول البعير معناها، ومفاعيلها، لهي ماضية في إنفاذ ما عزمت عليه، وهي ما بعد 14 أكتوبر 2017م غير ما قبله. وقولنا هنا أبناء بول البعير إنما نخص به أسر الحكم، وليس الشعوب المغلوبة على أمرها، والمغيبة، والمستغفلة بفتاوى شيوخ دين المستعمر وفكره الوهابي (دين محمد بن عبدالوهاب) دين الحقد، والكراهية، والبغضاء، والجريمة من الذبح بالسكين، والسحل، والتمثيل بالجثث، ودفن الأسرى أحياء، ونبش القبور، وهدم الأضرحة، وكل ما في الإجرام من إجرام، إنه (دين إرهاب) أودعه المستعمر في (إخواوهابيه) ليكون مفتيه المستقبلي، والمشرِّع له.
تعز 14 أكتوبر 2017م تدحض مزاعم العدوان برفعها الصوت عالياً بأنها ليست (شكراً سلمان)، بل تلعن (يزيد العصر) سلمان، وترفض أن تكون يوماً عصا للعدوان ومرتعاً للخونة، بل هي الدم اليمني الدفاق الذي يلقف ما صنع العدوان ومطيته سلمان بإخواوهابيه، ويسارهم، تؤكد أنها مقبرة الغزاة والمحتلين، ومرتزقتهم من بلاك ووتر، وداين جروب، والجنجويد (إخوان السودان) وليس الشعب السوداني.
تعز التي تأبى أن تكون لواء صعاليك في جبين اليمن الشامخ.. شكراً تعز كل اليمن لكل اليمنيين.. شكراً شرفاء تعز.. شكراً شرفاء اليمن.. اللعنة على أنصاف الرجال.
التحية للجيش واللجان الشعبية.. الرحمة للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الهزيمة للعدوان.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات