كي يخلو له عرش أبيه
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

لا شيء يمكن أن يبقى مستقراً في حساب الزمن، ولا يوجد شيء ثابت في السياسة المبنية على المصالح، وليس هناك ضمانات بذلك، فلا يوجد عدو دائم ولا صداقة دائمة، وإنما هناك مصالح دائمة في حساب الدول (الاستعمار) يجب الحفاظ عليها. لذا فإن على المهفوف (محمد بن سلمان) إذا ما أراد أن يصبح ملكاً دون منازع، ووكيلاً معتمداً لسيده بلا منافس، فعليه أن يحزم ويحسم أمره بسرعة قبل أن يغدو خارج إرث عرش أبيه أو خارج مربع مصالح سيده الأصيل، فعندها ستضيق عليه الأرض بما رحبت، ويتخطفه زمن واقع يحسب له حساباً أو يدركه موسم جني ثمار شجرة الزقوم التي زرعها جده المؤسس بعمالته، أو يمر به حصاد ما زرع، وما في سجله أودع... ولا أظن المهفوف إلا خاوياً على عرشه، وأصيله عاجزاً عن إدراك ذلك، فأنّى له أن يدرك ما عجز عن إدراكه الأصيل؟! ولذا فهو وبلا إدراك ولا فهم يقود مهلكته إلى حتفها بأقصى سرعة، بل بأضعاف السرعة التي كان يتمناها بيرنارد لويس لتنفيذ مشروعه (الشرق الأوسط الجديد).
شدة غباء المهفوف تجعله لا يدرك أنه أول المستهدفين من هذا المشروع، وأن الصهيوأمريكي ليس جمعية خيرية، وإنما يعمل لتنفيذ مشروعه الذي لن يوفر أحداً في المنطقة إلاّ إسرائيل، ومن والاها إلى حد ما وإلى ميقات يوم معلوم، وليس كل الموالين بل مواليها الخُلّص، أدوات السمع والطاعة، التي تنتج ولا تستهلك، وتمنح ولا تأخذ، وتعطي دون توقف، وإن توقفت أو نضبت مادة العطاء (الحليب) ذُبحت، وهذا الشيء معلن على الملأ، وترامب لا يخفي ذلك، لكن المهفوف يجهله، فهو ساع لإنفاق كل شيء، ومنح كل ما يخص شعب نجد والحجاز للأجنبي (الأصيل)، لا لشيء إلا لكي يخلو له حكم أبيه مؤقتاً، وليس لبقاء مملكته أو لحمايتها؛ لأنّه ليس لديه مشروع، ولا يمتلك من أمره شيئاً، ولا إرادة له، وأصيله هو الذي يُملي عليه بل ويأمره أن يهدم بيته إن أراد السكن فيه، لذا فعليه أن يدمر المملكة كي يحكمها من بعد أبيه، وهو ماضٍ في ذلك بلا هوادة، ودون تردد، وسينجز ذلك عمّا قريب، ليثبت لوليه جدّيته وإخلاصه، بل سيفعل أكثر مما يطلب منه، كي لا ينافسه أحد من أبناء سلالته الحاكمة، ولو تطلّب الأمر أن يضحي بكل المال والثروة وبنصف الأسرة، ومعظم شعب نجد والحجاز الذي لا يعنيه؛ أما الشعب اليمني فسيبيده بأكمله إن استطاع. ومن هنا تأتي حتمية انكساره ومكمن خسارته وهزيمته المؤكدة، فلقد غرّه أصيله، وغامر به عندما جعله يصطدم بشعب لا قِبل له به، ويعتدي عليه بالقتل، فدفعه لحتفه وهو لا يعلم أنه بمحاولة قتل الشعب اليمني قد أحياه، وبث فيه الحياة من جديد بعد ممات عهد وصائي قاتل قدره 50 سنة مما يعدون، قد أضاف إليه قوة وعزماً وإرادة في النصر. وباستهدافه الرئيس صالح الصماد الرئيس، الذي شسع نعله بأسرة المهفوف وأسياده، فقد تحول الشعب كله صالح الصماد، والنصر قادم، والعدوان قريباً نادم.
وللمقارنة بين بن سلمان والرئيس الصماد الذي كان يعلم أنه مستهدف، وتم إبلاغه فور خروجه من جامعة الحديدة بأن الجو مليء بالطيران الذي يتابع سيارته وأنه مرصود بذاته ومستهدف، وأن عليه أن يترجل من سيارته، وكان حينها بالقرب من سوق قات، فرفض أن يترجل أو يمر من جانب ذلك السوق، وغيَّر طريقه بعيداً كي لا يتم استهدافه وسط السوق، ما قد يؤدي إلى سقوط مدنيين، فاختار طريقاً بعيداً عن السوق وبعيداً عن المناطق الآهلة بالسكان المدنيين، وفضل التضحية بنفسه على أن يترجل من السيارة ويستهدف معه مدني واحد. بينما بن سلمان سيضحي ليس باليمن وشعب نجد والحجاز، بل وبكل الشعوب العربية، كي يخلو له عرش أبيه غير المضمون والذي هو بعلم غيب المغامرة، وغياهب حسابات ترامب. 
وإذا نظرنا لأخلاقيات مهفوف العدوان، وأخلاقيات الرئيس الشهيد الصماد، سنجد فرقاً كبيراً لا يمكن أن يقاس، فهو الفرق بين الحق والباطل وبين الهزيمة والنصر. وعليه فقد قام أسوأ من في الأرض باستهداف أنبل وأطهر من في الأرض، ولهذا فإن الله مهلكه ولو كان في جوف الكعبة. السن بالسن... الخ، والثأر للرئيس الشهيد وكل الشهداء لن يكون بأقل من هزيمة العدوان هزيمة ناجزة، قال تعالى: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) [الشورى: 39]. والقصاص لكل الشهداء قادم، قال تعالى: (ومن قُتِلَ مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً) [الإسراء: 33]. وها هو الشعب اليمني يقتل كل يوم منذ 3 أعوام، والقاتل موجود معروف.
التحية للشعب اليمني العظيم جيشاً ولجاناً شعبية مجاهدة وقيادة. الرحمة والمجد والخلود للشهداء. الحرية للأسرى. الهزيمة للعدوان السعوصهيوأمريكي. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات