بإحياء ذكرى المولد النبوي.. النصر
 

د. مهيوب الحسام

إن في إحياء ذكرى المولد النبوي لسيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه، معنى وقيمة لا يدركهما إلا من أحياها وأحيته، لا من أماتها فمات، لا يحييها إلا منتصر، ولا يميتها إلاّ مهزوم. إن إحياءها محطة أساسية للتزود بالانتصار والنصر معاً. انتصار باستعادة قيم وأخلاق وسلوك ومعاملة سلماً وحرباً، وإحيائها في النفوس، ونصر في المواجهة مع الأعداء في المعركة نتيجة لما تزرعه تلك القيم في النفوس من قوة أخلاقية وثقة في النصر.
ولإحياء هذه الذكرى في العام 2017م في صنعاء طعم ولون خاص، إذ يتم إحياؤها على وقع صمود وثبات يمني ليس له نظير في التاريخ، بوجه عدوان (سعوصهيوأمريكي)، مدعوماً بتواطؤ عالمي مخزٍ على اليمن منذ 3 سنوات، لا مثيل له في التاريخ كذلك.
إن إحياء ذكرى مولده صلى الله عليه وآله ليس إحياء لذكرى عابرة، بل هو إحياء لمبادئ وأخلاق وقيم عظيمة في نفوسنا، وبعث لها فينا، وتمثل لسلوكه، وتجديد لعهد قطعناه معه على اتباعه، والاقتداء به، وفي الإحياء انتصار للمبادئ والقيم والأخلاق، واستنهاض للذات، واستمداد للقوة عقيدة وإيمان، قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) [الأنفال: 60]، أعدوا للأعداء ما استطعتم من قوة الإيمان بالحق، وعقيدة معززة للصبر والثبات (إعداد نفسي)، وإحدى ركائزه إحياء الذكرى، أما رباط الخيل فهو ما تيسر من عُدة وعتاد حربي، عتاد بسيط وصبر وثبات بإيمان، وعقيدة=النصر، ومن إحياء الذكرى تتخلق روح الجهاد والتضحية بالمال والنفس، وإعلاء للقيم، ونصرة لله، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) [محمد: 7].
إن إحياء ذكرى المولد النبوي هو إحياء لموجبات النصر في نفوسنا على أعداء الله ورسوله وأعدائنا، ومن قوته نستمد قوتنا وانتصارنا، وبذلك نراهن على قوتنا المستمدة من الله ورسوله، لأنه لا يمكننا أن نراهن على ضعفنا كما فعلنا سابقاً، إذ منذ 50 عاماً خلت ونحن تحت الوصاية نحتفي بذكرى سروال المؤسس ونخسر، ولازال من يحتفي بهذه المناسبة يخسر في الحرب، وذلك لأن حربه حرب لا أخلاقية ولا قيمية. إننا بالتمسك بقيم وأخلاق نبينا نثبت أن دفاعنا عن أنفسنا حرب أخلاقية، وهو ما يجعلنا ننتصر في كل الميادين، وبإحياء الذكرى نعلن موالاتنا لله ولرسوله، قال تعالى: (إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [المائدة: 55].
إحياء ذكرى النبوة هو رد على العدوان وردعه، وهزيمته، وبراءة ممن ربهم سلمان وأمريكا ونبيهم محمد بن عبدالوهاب آل الشيخ، وعليه فإننا ومن مسيرة الرسول صلى الله عليه وعلى آله سلوكاً وأخلاقاً وقيماً.. الخ، نستمد قوة وعزماً وشدة في مواجهة أعدائنا وأعداء الأمة، ونتعلم منها الصبر والثبات في المواجهة، ونستلهم منها العزة والكرامة والإباء.. الخ.
إذا لم نتعلم منه فممن سنتعلم؟ لن نتعلم من موالاة غيره سوى الخنوع والذلة والتسليم، والرضوخ للأعداء والذلة والمسكنة، والله ورسوله لا يرضى لنا أن نستمد تعاليمنا من سلمان، وترامب.. وغيرهم، وهيهات منا الذلة.
إن إحياء ذكرى النبوة في صنعاء في ظرف كهذا من قبل هذا الحشد الكبير، وغير المسبوق للشعب اليمني العظيم، لدليل على حياة هذا الشعب رغم القتل الذي يتعرض له من قبل العدوان الغاشم، ودليل عافية للأمة كلها، ومؤذن بالنصر المؤزر للشعب اليمني على العدوان.
شكراً لمن دعا لإحياء هذه الذكرى، وشكراً لمن حضر.. شكراً للقائد السيد عبدالملك بدر الدين.. شكراً للشعب اليمني العظيم، والتحية للجيش واللجان الشعبية.. الرحمة والخلود لشهداء الجلاء البريطاني في ذكرى الجلاء وثورات الشعب (14 أكتوبر و26 سبتمبر و21 سبتمبر 2014م)، وشهداء مواجهة العدوان (السعوصهيوأمريكي).. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الهزيمة للعدوان.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات