العداء لإيران والعدوان على اليمن
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

كلما أبدى (الصهيوأمريكي) غضباً على أية دولة عربية أو إسلامية، وخصوصاً عندما يغضب على إيران، تغضب لغضبه جل أدواته من حكام وأسر حكم أعراب الخليج، وبما لشعوبها وما لديها من نفط وغاز وذهب ورمل ونفوذ ونقود، وكل ذلك الغضب يترجم عداءً وعدواناً وحرباً عدوانية، ولكن للأسف ليس ضد إيران، وإنما ضد العرب والدول العربية التي لا تقيم علاقات ولا تطبع مع كيان (بني صهيون)، ولا تعترف به، وذلك بحجة وجود إيراني فيها، مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن، أما الدول التي تقيم علاقات وتطبع مع الكيان فليس لإيران وجود فيها على الإطلاق، ولو كان نصف سكانها إيرانيين، مثل الإمارات التي تتصدر الحرب ضد إيران بالعدوان على اليمن. وقد أثبتت الأحداث أن بني سعود والأردن وموريتانيا والبحرين ومصر دول خالية من الوجود الإيراني تماماً.
وعموماً، فإن كل هذا العداء يحدث لإيران بعد قيام الثورة الإيرانية في 1979م، التي طردت سفير إسرائيل من طهران، وسلمت سفارة إسرائيل للشعب الفلسطيني، وحولتها إلى سفارة فلسطينية، علماً أن إيران كانت قبل ذلك محجاً لأعراب الخليج زمن الشاه، ولم تكن أبداً شيعية حينها، بل كانت مصر عبدالناصر الشيعية آنذاك، لأن غضب (الصهيوأمريكي) كان على مصر كقوة تحرر عربية مناهضة للاستعمار، وترجم ذلك الغضب عداءً على مصر وسوريا من قبل أدوات أعراب الخليج، وتوج ذلك بحرب 1967م على مصر وسوريا وما بقي من فلسطين بيد العرب واحتلال القدس والضفة الغربية وسيناء والجولان، لكن مع مصر السادات وكامب ديفيد وذهاب الشاه تحول العداء لإيران، فباسم العداء لإيران شنت حروب على العراق، وتم تدميره ومحاولة تجزئته وتفتيته، وباسم العداء لإيران تم ضرب وتدمير سوريا، وكذلك الحروب المتكررة على لبنان، وباسم العداء لإيران تمت الحرب العدوانية الظالمة على الشعب اليمني العظيم، والمستمرة منذ 4 سنوات، تم فيها تدمير كل مقومات حياة هذا الشعب، حيث زعم العدوان (السعوإماراتي) وأصيله (الصهيوأمريكي) العداء لإيران، وحمل عدته وعتاده وجاء لحرب إيران، ولكن في اليمن! فشن عدوانه على يمن العروبة وأصل العرب وقلعة حضارتهم العربية، وأصل العربية ومهدها، وأرض الأنبياء والرسل، وأنصار محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله. 
إن العدوان (السعوإماراتي) لا يقصد بزعمه عداءً لإيران (الجمهورية الإسلامية)، التي على حدودهم، وتحتل جزرهم، كما يدعون، ويقيمون معها علاقات دبلوماسية وتجارية وشراكة اقتصادية... الخ، وإنما القصد عدم وجود علاقة لليمن مع كيان بني صهيون (إسرائيل)، وعدم الاعتراف بهذا الكيان الذي يحتل الأرض العربية، لذا فإن إيران موجودة في اليمن، لأن رفض التطبيع موجود باليمن كما هو بسوريا.
وعليه فإن كل دولة عربية معترفة بإسرائيل مطبعة، تعتبر دولة خالية من الوجود الإيراني، فمصر ما بعد عبد الناصر حرة مستقلة غير تابعة لإيران (تحت هيمنة بني صهيون)، والأردن وأعراب الخليج والمغرب وموريتانيا جميعها خالية من إيران والتواجد الإيراني، انظر للإمارات التي يوجد فيها 700 ألف إيراني، وأكثر من 45 %من رؤوس الأموال فيها تعود لإيرانيين، ولكنها تقيم علاقة مع الكيان الصهيوني، بل تتحالف معه تحالفاً مصيرياً، لذا فإنها تتميز بخلوها من إيران، وعليه فهي رأس حربة في العدوان على سوريا واليمن نظراً لوجود إيران في هذه الدول المقاومة للاستعمار والاستعباد والظلم، الرافضة للغزو والاحتلال. للأسف هذه حقيقة العدوان، يعادون إيران ويعتدون على اليمن!
ولئن سألتهم متى ستنتهي هذه الحرب العدوانية على اليمن؟ ليقولون عندما تخرج إيران من اليمن! ومتى ستخرج إيران من اليمن؟ ليقولون حينما تدخل إسرائيل إليها، والخلاصة أن كل سلاح بوصلته فلسطين ووجهته تحرير القدس والأقصى، فهو سلاح إيراني الهوى والهوية والمذهب، ولو كانت صناعته أمريكية أو إسرائيلية خالصة، وأن كل فكر يدعو للتحرر والاستقلال ويرفض الاستعمار والاستعباد، فهو فكر مجوسي شيعي رافضي كافر، وأمّا القول بحرب إسرائيل فكفر بواح في الصحيحين، أما القول بتحرير بيت المقدس فبدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ومن يؤمن بذلك فهو زنديق كافر حلال الدم والمال والعرض، بفتوى إخواوهابية، وحديث حسن صحيح أخرجه الزرقاوي وصححه البغدادي في صحيحه. هذا هو دين الاستعمار (الإخواوهابي) وفكره، ومن ليس معه فهو ضده، وعليه تشن الحروب، لذلك ليس علينا أمام هذا العدوان الظالم الفاجر إلاّ مواجهته، ولو كان ذلك مُراً، لأننا بذلك ندافع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا وكرامتنا، ونستجيب لأوامر الله ناصرنا، قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [البقرة: 216].
التحية لهذا الشعب اليمني العظيم جيشاً ولجاناً وقيادة.. الرحمة والخلود للشهداء أطهر من فينا وأنبل بني البشر.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الخزي والعار للخونة العملاء.. الهزيمة للعدوان.. النصر للشعب اليمني العظيم.


أترك تعليقاً

التعليقات