المرتزقة لا يصنعون النصر
 

د. مهيوب الحسام

تُعَدُّ خسائر تحالف العدوان على اليمن محدودة جداً قياساً بالفترة الزمنية للعدوان (3 أعوام)، بل تعتبر إنجازاً نظراً لتدني كلفتها البشرية، فالعدوان لم يعتمد في حربه كثيراً على نفسه إعداداً، وعدداً، وعدة، وعتاداً، إنما اعتمد على المرتزقة من الداخل والخارج من محيطه الأعرابي - العربي، والعالم من السودان إلى كولومبيا وبلاك ووتر.. الخ، فإن انتصروا انتصر العدوان، وإن خسروا خسر السودان، وإن ماتوا طاحوا بأجرة الدفع المسبق (بأجرهم) يقول صابئة الوطنية عديمو الشرف والكرامة والرجولة خونة الوطن عملاء العدوان (مرتزقته) من الدرجة 2، 3، أصحاب هوى الخلافة والخرافة معاً، من يساريي الاستعمار ويمينييه على حد سواء، خدم خدّام خادم الجرافي الذين يفعلون ما يؤمرون، قولهم هذا لإرضاء ولي أمرهم المباشر أسرتي حكم كيان (بني سعود) مملكة الخرافة الوهابية، ودويلة (الأمّارات بالسوء)، ونصرة للخلافة الاستعمارية، فهل رضوا عنهم؟
إن هؤلاء لا يجيدون صناعة شيء سوى القول، والقول الذليل المشفوع بقتلهم قتلاً ذليلاً من قبل العدوان نفسه الذي بمعيته يعملون، ومعه يشقون، وآخر الشواهد ما حصل في صبر العروس من استهداف طيران العدوان للعشرات من تلك المرتزقة وقتلهم ليس بدم بارد بل دون دم، وأسر وأحزاب (المقاولة) وقياداتها أذلة خانعون لا يستطيعون فعل شيء سوى (شكراً سلمان وشكراً للعدوان). هكذا هم المرتزقة العملاء، وهكذا تكون نهايتهم، فمن لم يقتل في الميدان قتله العدوان، إما بقتل واستهداف مباشر، أو بالتخلي عنهم نهاية المعركة وهزيمة العدوان، ومن أعطي بعضاً من أجر يحس أنه أحسنُ حالاً ممن خسر الدنيا والآخرة.
درج الغزاة والمحتلون تاريخياً على عدم إيفاء عملائهم شيئاً مما يعدونهم به، من ابن العلقمي إلى من باع صدام حسين الذي لم يأخذ مالاً، ولم يفلت من الموت. إن العملاء وعلى مر التاريخ لم يصنعوا لأنفسهم مجداً ولا كرامة في الدنيا، وفي آخرتهم خزي ولعنة، ويورثون لأبنائهم وأحفادهم عاراً لا يزول، وإن أفضل ما يمكن أن يصنعه ويصل إليه العميل ثروة محدودة (شلبي)، وعار غير محدود. إن من يعول على مرتزق يصنع له نصراً، فهو إما واهم أو مختل، فلم يثبت التاريخ أبداً أن مرتزقاً صنع نصراً، وهذا أمرٌ طبيعي، ومرده لأسباب منطقية منها:
إن المرتزق بائع لنفسه، راهن لحريته، لا فيه عزة، ولا لديه كرامة، ولا يمتلك قضية عادلة يموت لأجلها، وليس له أرض ولا عرض يدافع عنهما، ولا عقيدة يخوض بها الحرب، فهو قاتل مأجور يعمل بدفع أجر مسبق، مجرد من القيم الإنسانية والأخلاق، وهو تابع ذليل، وعليه فإن العملاء والمرتزقة لا يمكن أن يصنعوا نصراً بقدر ما يصنعون ذلاً وهواناً، لأنهم عبيد، والعبد لا يصنع حرية، لأنه لا يملكها، ولا يعرف معناها، وليس بمقدوره الدفاع عنها، ودفع ثمن لها، إنهم يدفعون بموتهم ثمناً للعمالة والارتزاق، لا ثمناً للحرية. إن من يصنع النصر هو من يمتلك حريته وكرامته، وفيه عزة وشرف، وله قضية عادلة يموت من أجلها، وأرض وعرض يدافع عنهما ويقاتل لأجلهما، وعقيدة يخوض بها الحرب... إلخ، وبالتالي ليس أمام العدوان (أعني أصيله لا وكيله)، بعد 3 سنوات حرباً ظالمة، من خيار سوى الإقرار بفشله في تحقيق أي من أهداف حربه، والاعتراف بهزيمته، وإن أصر على الاستمرار فإنه سيكون مصمماً على تحقيق مكاسبه الجديدة، التي ستكون مزيداً من الخسائر التي لن يقوى على تحمل تبعاتها، فإذا كان صاروخ واحد من بركان إلى الرياض قد أفقده توازنه، فكيف بصواريخ باليستية وبشرية تزحف وتنجز إن أصر على استمرار غيه، حينئذ يقدم على انتحار حقيقي، وسيأتيه ما لا قبل له به.
وأخيراً إني لأعجب ماذا سيقول المرتزقة غداً للناس، أين كانوا يعملون؟ وفيم ولأجل من قدموا ضحاياهم؟ الجالبون العار لأولادهم جيلاً بعد جيل.
التحية والإجلال للشعب اليمني العظيم بجيشه ولجانه الشعبية.. الرحمة والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الخزي والعار للخونة والعملاء.. الموت للمرتزقة.. الهزيمة للعدوان.. اللعنة على أنصاف الرجال.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات