كيري في مسقط بلا أقنعة
 

د. مهيوب الحسام

هل تضع الحرب العدوانية على اليمن أوزارها عند النقطة التي بدأت عندها؟ هذا يعني أنه بعد 606 أيام من صمود للشعب ورده وردعه، ما حقق العدوان هدفاً، ولا شيئاً سوى القتل، وتبعات لابد من تحملها، ولا مصالحة بين الحق والباطل، ما لم تكن لإحقاق الحق، والتسويات دون ذلك مستحيلة، لأنها لا تستقيم عقلاً، ومنطقاً، وسنناً كونية، وفطرة فطر الله الناس عليها، وحقاً تكفل بإحقاقه، قال تعالى: (ويحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) (الأنفال: آية 8).
ووفقاً لذلك، يبدو وقوف كيري دون وجود الجبير بجانبه في إعلانه مبادئ مسقط للحل باليمن، ووقفاً للنار يوم الثلاثاء 15-11-2016م بين طرفين. اليمن ممثلاً بوفد أنصار الله كطرف، وأصيل العدوان (أمريكا) ممثلاً بخارجيته (كيري) كطرف، هو أول خطوة صحيحة بمسار سيئ لابد منه نحو حوار، ومفاوضات للوصول لاتفاق معه لا مع وكيل، ومرتزقة، سواء تم التنفيذ أم لم يتم، فهي نقطة بدء صحيحة، وأول ثقب في الجدار، جاء وفقاً لفقه الضرورة الذي أوجبه صمود الشعب، ورده الفاعل على العدوان، وإيجابية ذلك في أمرين: أولهما رضوخ وقبول الأصيل للجلوس بنفسه على الطاولة، وإن مثلت تلك الخطوة حاجة مزدوجة لإخراج كيان (بني سعود) من مأزقه، وحاجة للأصيل للقيام بخطوة استباق مستحقة بتراجع الإمبراطورية خطوة فرضتها الوقائع، والواقع لإعادة التموضع، وثانيهما أن حوار كيري، وإعلان المبادئ، ووقف النار، متجاوزاً الوكلاء وتابعيهم، يثبت أن المشكلة في اليمن ليست داخلية بين أطراف يمنية داخلية كما زعموا، بل صراع بين حق وباطل، وبالأصل تنازع بين إرادتين: الأولى إرادة خارجية تمثلها قوى العدوان (السعوصهيوأمريكي) على اليمن منذ 606 أيّام حرب هدفها القتل، والإسراف بالقتل، وتدمير كل مقوماته، ومقدراته، وحصاره براً، وبحراً، وجواً، بغرض تجويعه لإخضاعه، معتمدة على قوة السلاح، وهي عاجزة عن تحقيق ذلك، وبين إرادة وطنية داخلية يمثلها الشعب اليمني المواجه للعدوان، صاحب الحق، عاقد العزم بالدفاع عن نفسه، وانتزاع حقه في الحرية، والكرامة، والاستقلال، واستعادة سيادته على أرضه، وقراره الوطني، معتمد على الله وقوته وقضية عادلة، ورغم ما يملك العدو من عتاد (أحدث ما صنع من صواريخ، دبابات، مدرعات، وغطاء جوي، ورصد أواكس، وأقمار صناعية.. الخ)، مقارنة بما يحمله الحفاة الراجلون الرجال على الظهر من سلاح بسيط، كلاشنكوف، بعض ذخيرة، وعقيدة وإرادة لردع الظلم، وبثبات، وصبر، ينتصر، ويشق طريقه نحو نصر نهائي ناجز مستحق موعود، قال تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) (الشورى: 14)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) (الأنفال: آية 45)، وبصمود الشعب، وإنجازاته الميدانية جاء كيري، وسيأتي ترامب كذلك.
التحية، والإجلال للشعب اليمني، وجيشه، ولجانه الشعبية.. الرحمة، والخلود للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الهزيمة، والموت للأعداء.. اللعنة على وكلاء العدوان أنصاف الرجال.. الخزي والعار للخونة.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات