تباب تشكيل الحكومة تحررت
 

د. مهيوب الحسام

تم تحرير آخر تباب تشكيل الحكومة الوطنية، وأُعلنت، وقُطع بذلك آخر أنفاس ما سمي زوراً شرعية هادي، وسقطت ذرائع العدوان، وأهم ما في ذلك هو توحيد الصف الوطني المواجه للعدوان، وأنه جاء استحقاقاً، وتلبية لمطلب الشعب اليمني، وبإرادة وطنية داخلية، وبقرار وطني خالص، وليؤكد أن الشرعية هي للشعب اليمني وحده، وهو صاحب السيادة على ترابه الوطني، وصاحب الحق، والقرار، ولا يحق لأحد التدخل في شؤونه الداخلية، وأن أصيل العدوان (الصهيوأمريكي)، ووكلاءه كيان (بني سعود)، وإمبراطورية رأس الخيمة وضواحيها، ليسوا أطرافاً داخلية يمنية، وأنه لا أحد في الكون يمكنه تقرير مصير الشعب اليمني، إلاّ الشعب اليمني نفسه، والذي استعاد زمام المبادرة باختياره مجلساً سياسياً أعلى ممثلاً وحيداً له في الداخل، والخارج، فكان التكليف والتأليف، والإعلان، معبراً عن سيادة الشعب اليمني، وكيانه، وشخصيته، وتاريخه، وعمقه الحضاري الممتد لآلاف السنين.
وكما أثبت الشعب أنه قادر على خوض معركة الدفاع عن نفسه في مواجهة العدوان (السعوصهيوأمريكي)، وهزيمته، ومرتزقته، وتابعيه، منذ قرابة العامين، وتحرير الأرض من دنسهم، ورجسهم، وإسقاط مواقعهم العسكرية بأيدي رجاله أبطال الجيش واللجان، فالشعب قادر أيضاً على انتزاع حقه في السيادة، والاستقلال، مدركاً أن الحرية لا توهب، بل تنتزع، وأن العدوان لا يجب مهادنته، بل مواجهته، وقتاله طاعة لله، وإنفاذاً لأمره، قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (البقرة:190)، ويبين الله أن قتال من يقاتلنا هو جهاد في سبيل الله، وهو واجب شرعي ووطني، وأخلاقي، ومن موجبات النصر، وهذه حكومة وحدة الصف في مواجهة العدوان، قال تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنهم بيانٌ مرصوص) (الصف: 4).
هذه الحكومة نقلة نوعية من ردة الفعل إلى الفعل، والشعب موحد خلفها لتحرير بلده من المحتل الأصيل ووكلائه من خلائف الإمارات، وممالك الزيوت، وغيرهم، فبعد اليوم لن نرضي الخارج على حساب الشعب، بل الله والشعب، وحان للخارج أن يعلم ذلك، قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى، ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من وليّ ولا نصير) (البقرة:120).
والشعب أراد النصر في معركة دفاعه عن نفسه ضد عدوان ظالم غاشم يستهدف إلغاء وجوده، وعليه نُذكر بأن هذه الحرب بين طرفين لا ثالث لهما؛ طرف معتدى عليه هو الشعب اليمني، ممثلاً بمجلسه السياسي، وحكومته في صنعاء، وطرف معتدٍ خارجي تمثله أمريكا ووكلاؤها، ولذا فإن وقف العدوان على الشعب اليمني لايحتاج إلى طرفين، بل يحتاج إلى أن يوقف المعتدي عدوانه، ومن أراد الحوار، والتحدث مع الشعب اليمني، فالطريق لذلك غدت معروفة، وتمر من صنعاء، وعبر (مجلس سياسي، وحكومة)، ومن أراد التعامل مع الشعب اليمني، فعليه احترام إرادته، ويجب على إمبراطورية خليفة عجمان العظمى التي تحتل أراضينا، أن تتعظ من إمبراطورية إليزابيث التي كانت لاتغيب عنها الشمس -طوبى لمن عرف قدره-لذا فإن طنب الكبرى والصغرى ليست في عدن وسقطرى. العزة لمن أراد.
التحية، والإجلال للشعب اليمني العظيم الصامد وجيشه ولجانه الشعبية من ببطولاتهم يصنعون المجد، ويغيرون وجه العالم، الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، الموت للغزاة المحتلين، الهزيمة للعدوان، الخزي والعار للخونة، اللعنة على أنصاف الرجال، النصر للشعب اليمني العظيم. 

أترك تعليقاً

التعليقات