عام النصـــــر
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا-

تعجز أية قوة مهما بلغت عن إخضاع قوة الإرادة المواجهة لها أياً كانت، لذا فإن الشعب اليمني العظيم يستقبل العام الخامس من العدان الصهيوأمريكي الأصيل عليه وبأدواته الأعرابية السعوإماراتية وتحالفهم ومرتزقتهم، بصبر وثبات وثقة وانتصارات وإنجازات ميدانية لا نظير لها في التاريخ. ورغم ما يمتلكه من عتاد متواضع جداً أمام القدرات المادية المهولة التي يمتلكها العدوان، إلا أنه يمتلك عزماً لا مثيل له وإرادة لا حدود لها على النصر، وبتوكل على الله واعتماد عليه وثقة بنصره له يخطو خطوات جبارة نحو النصر النهائي الناجز، يقول تعالى: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"، لذلك فهذا عام النصر الناجز للشعب اليمني العظيم المؤمن الذي يصنع نصره القادم، ويمتلك كل عوامل ذلك النصر المحق الموعود، ويبذل جهده ودمه في سبيل الله المحقق موجباته، فهو يمتلك مظلومية لا مثيل لها وقضية عادلة وحقاً وواجباً دينياً وقيمياً وأخلاقياً وفطرياً غريزياً في الدفاع عن نفسه وأرضه وعرضه، ويمتلك إرادة تاريخية في النصر، وقيادة ثورية واعية، صادقة ومؤمنة ومجاهدة، ومشروعاً قرآنياً عظيماً ومجاهدين مؤمنين أشداء يستمدون قوتهم من الله ومن حقهم في العيش بحرية واستقلال وعزة وكرامة على أرضهم وفي وطنهم..
بينما العدوان، ورغم ما يمتلكه من سلاح هو أحدث ما تمت صناعته من السلاح جواً وبراً وبحراً، وأقمار صناعية تجسسية وغيرها، ومال ونفط يفوق نصف اقتصاد العالم، وتقف إلى جانبه أقوى وأحدث جيوش العالم عدداً وعدة وتقنية ومرتزقة وشركات أمنية وقتل وإجرام من حول العالم، وإمبراطوريات إعلامية تفوق أضعاف ما لبقية دول العالم مجتمعة، ومؤسسات ثقافية ومثقفين ينظرون ويسوقون له، ومراكز دراسات وبحوث علمية تخطط له، ومنظمات دولية تعكف على خدمته ليلاً ونهاراً، ومنظمة أممية بمجالسها الخمسة تشرعن له بقراراتها بما يوافق رغبته وشهواته وأطماعه، وكذلك أنظمة ودول عربية خانعة خاضعة له، وبرغم ذلك كله فإنه يستقبل العام الخامس للعدوان بعجز وفشل وتخبط ويأس وهزائم ميدانية نكراء يتلقاها في ميادين المواجهة، وعار وخزي وسقوط أخلاقي وقيمي جراء ما يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية في اليمن، وغضب شعبي متنامٍ ضده حول العالم، وتعثر وتشظٍّ وسقوط لمشاريعه الاستعمارية في المنطقة العربية من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ولد ميتاً بحرب تموز من العام 2006م، إلى مشروع صفقة القرن الذي يتشظى أمام ناظريه بفعل صمود وثبات الشعب اليمني العظيم ومحور المقاومة.
ومن هنا من اليمن أصل العرب والبشرية كلها لن تنقلب الموازين وتتغير المعادلات فحسب، بل سيتغير هذا النظام العالمي الاستعماري الاستكباري الظالم، ومثلما ولدت البشرية من اليمن، ستولد حريتهم مجدداً من هنا، وستشرق شمس الحرية على العالم كله من هنا، وما النصر إلا من عند الله.

أترك تعليقاً

التعليقات