1200 يوم من التماثل للشفاء
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

المعركة مع العدوان (السعوصهيوأمريكي) معركة وعي بالدرجة الأولى، لأنها معركة حرية وسيادة وكرامة وعزة وقيم ودين، وتحرير للأرض من الاحتلال، ودفاع عن الأرض والعرض والشرف، وحرب عدوانه المباشرة علينا ما كانت لتتم لو لم تكن هناك حرب عدوانية سبقتها أشد خطراً منها، استهدفت وعي الإنسان اليمني منذ أول يوم التحق فيه بالمدرسة ووجد المربي الإخواوهابي يزيف وعيه ويخرجه عن فطرة الله التي فطره عليها، ومن أول يوم دخل فيها المسجد وسمع خطبة الجمعة للشيخ لحية يرفع صوته فيها حيناً ويخفضه أحياناً أخرى، متغنياً بأقوال الشيخ ابن تيمية وتلامذته ابن القيم الجوزية وابن حجر العسقلاني ومجدد الدعوة السلفية الشيخ محمد بن عبدالوهاب آل الشيخ وابن عثيمين وبن باز والأعور عبدالعزيز آل الشيخ، ومن حسن البناء إلى السيد قطب، مروراً بفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، وصولاً لفضيلة الشيخ أفخاي أدرعي رضي الله عنه وأرضاه، هذا الشيخ الذي أصبح في فترة وجيزة خير شارح ومفسر للحديث في عصرنا الحاضر، والواردة بصحيح البخاري ومسلم، عن إيران وخطورة إيران وفكر إيران ودين إيران واقتصاد ونفط إيران، الشيخ الجليل الذي وبعد عجز أدواته من (الإخواوهابية) جاء يعلمنا بنفسه أمور الدين.
إنه أحدث مجدد لدعوة السلف ظهر للعلن مؤخراً بعد أن عمل فينا مجدداً مستتراً طيلة 50 عاماً (العهد الوصائي)، وهو عهد العدوان الأشد والأنكى من هذا المباشر الذي استطعنا مواجهته بإيمان وصمود وثبات وثقة بالله وبنصره وثقة بأنفسنا وبأننا على الحق وهو على الباطل، مدركين أننا ندافع عن أنفسنا، ولم نعتد على أحد، وأننا في سبيل الله وهو في سبيل الشيطان، وأن ما نقدمه في سبيل مواجهة هذا العدوان ما هو إلاّ ضريبة تحرر لازمة الدفع تدفعها الشعوب التواقة للحرية لقاء تحررها من الاستعباد والظلم والتبعية، وهو ثمن طبيعي للتحرر والنصر الناجز.
إن هذا العدوان المباشر أقل خطراً من عدوان العهد الوصائي الذي سعى لإماتتنا بالتدريج وبأثر تراكمي زادنا موتاً على موت يوماً بعد يوم، ولم نستطع الوقوف بوجهه أو أن نقول له يوماً لا، فكنا كل يوم نزداد ضعفاً أمامه، ويزداد قوة بضعفنا، لأننا كنا بلا مشروع حينئذ، أما هذا المباشر فنجد أن الشعب ومن خلال مواجهته له، يتماثل للشفاء من الداء العضال الذي لحق به من ذلك العهد، ففي هذه المواجهة امتلك الشعب اليمني إرادته، وقال لا، وقرر المواجهة، وهو يحقق الانتصارات كل يوم، ولأنه قد امتلك مشروعاً قرآنياً في مواجهته، به استنهض وعياً وقوة وإرادة تاريخية بالنصر، واتخذ قرار الرد، وغدا قادراً على رد الضربات المباشرة بضربات مباشرة، ومن لا شيء صنعنا وأرسلنا صواريخنا للرياض وأبوظبي، وها هو سلاح الجو المسير بطائرته (صماد 2) بمدى 1200كم، تصل وتدك مصفاة شركة أرامكو بقلب الرياض، ضربة بضربة، والبادئ أظلم، والقادم أعظم.
إن هذا الشعب العظيم في هذه المواجهة يتعافى يوماً بعد يوم، ويستعيد صحته وعافيته وقدرته، وانظر كيف كنا بداية هذا العدوان، وكيف كان عدونا، لقد كنا أضعف بكثير مما نحن عليه اليوم، وكان أقوى بكثير مما هو عليه الآن، ونحن خلال هذا العدوان برغم القتل المباشر وبالتجويع والحصار والحرب الاقتصادية والإعلامية والثقافية... الخ، نزداد قوة ويزداد ضعفاً، ونحن اليوم أقوى بكثير مما كنا عليه، وهو برغم ما يمتلك من مال ونفط وأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً وأحدث التقنيات من تكنولوجيا ورصد جوي وأرضي... الخ، وأقوى إمبراطوريات الإعلام وأحدث وسائله وأكبر اقتصاديات العالم، ورغم سيطرته على مراكز القرار العالمي، ورغم أن الأمم المتحدة علينا بكافة مجالسها ومنظماتها بيده ومعه، وليس معنا إلاّ الله، إلا أنه أمامنا اليوم أضعف بكثير، وأوهن مما كان عليه بداية عدوانه، ونحن بالله أقوى، ولهذا فإنه يضعف ويزداد كل يوم ضعفاً، متجهاً نحو هزيمته الناجزة، ونحن بالله نزداد كل يوم قوة، متجهين نحو نصرنا الناجز، وعد الله، ولن يخلف الله وعده.
لقد اتخذ قرار عدوانه المباشر، ولم يدرك الإرادة والقوة التاريخية الكامنة في هذا الشعب العظيم. غرّهُ ماله ونفطه وقوة أمريكا، فقرر أن يقع في شر أعماله، قال تعالى: (إنه فكر وقدّر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدّر)، فقرر في لحظة فارقة لا يستطيع معها العودة عن قراره إلاّ بهزيمته الناجزة التي زاد من دفعه إليها أدوات وصايته التي خانتنا ووالته، فاستكبر استكباراً وعتا عتواً لا يسعه معه إلاّ التهاوي والسقوط المدوي.
سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً، وعليه ها هو العدوان بعد 1200 يوم بأصيله قبل الوكيل، يناطح بضعفه لا بقوته، مستدعياً بذلك هزيمته الناجزة.
التحية لهذا الشعب اليمني العظيم بجيشه واللجان المجاهدين، ولقائده العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي. تحية وفاء لسيد المقاومة السيد حسن نصر الله. الرحمة والخلود للشهداء أكرم من في الأرض وأنبل بني البشر. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الخزي والعار للخونة والعملاء. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات