الوصاية مخرجات وأثر
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب للحسام

كل مخرجات العهد الوصائي طيلة 50 عاماً، من نخب وكوادر، توظفوا وتويزروا وتمنصبوا على حساب هذا الشعب العظيم، مثلوه كثيراً، ومثلوا عليه أكثر، فحكموه ونهبوه، ثم خانوه وباعوه ورموه.. بل شاركوا بقتله مع العدوان (السعوصهيوإماراتي) وأصيله الغربي (الأنجلوسكسوني). والأمر المحزن أن هذه المخرجات، العسكرية منها والمدنية، يتم وصفها بالمخرجات المحلية (وطنية)، وهو وصف لتهدئة الخواطر وطمأنة النفوس، كمدخل لذر الرماد في العيون.
وللعلم فإن هذه المخرجات البشرية تتشابه تماماً مع المنتجات السلعية والبضائع التي تم إنتاجها من مصانع ذلك العهد، خاصة كانت أم عامة، وهي مصانع ذات مبانٍ فخمة نظرياً، لكنها جوهرياً ليست كذلك، فإذا نظرنا لمنتجاتها الغذائية، والتي ليست ذات قيمة غذائية بالأساس، نجد أنها معلبة في اليمن، وتسمى منتجاً يمانياً نظرياً، أما عملياً فهو منتج أجنبي خالص، ووفق معايير الخارج، وجودتها إما دنيا أو معدومة، ناهيك عن أنها غير خاضعة لمواصفات ومقاييس معروفة، ولها من مخاطر وأضرار على الصحة تفوق بكثير فوائدها، بل في معظم الأحيان تكون غير صالحة للاستهلاك الآدمي، فالمادة الخام مستوردة من الخارج، ولا نعرف مكوناتها بدقة، وحتى إن طريقة التحضير تتم وفق نسب كتبت بالخارج، وكذلك الباكت (علبة المنتج) مادتها من الخارج، والمواد الحافظة سميتها وآثارها الجانبية ومدى ضررها غير معروف، وتأتي من الخارج، وعمرها الافتراضي وتاريخ الانتهاء الذي يكتب على المنتج موصى به من الخارج، ومع هذا يكتب عليه صنع في اليمن (Made in yemen)، ومن يقرأ بحسن نية يصدق ويفخر بأنها تصنع وتنتج في اليمن، وقليلون من يدركون أن ذلك تضليل وزيف.
وكذلك هو حال مخرجات ذلك العهد الوصائي التعليمية والوظائفية العسكرية والمدنية، تجد أن 98% من مخرجات ذلك العهد ومسؤوليه في السلطة التنفيذية أو التشريعية وغيرها من السلطات وأجهزتها ونخبها، هي منتج محلي، ولكن وفقاً لإرادة الخارج ومواصفاته ورغبته ورعايته وإدارته، وحتى إن ولاءها للخارج، وليس للوطن منها سوى تسمية مزورة وسراب بقيعة. وكذلك فإن للشعب اليمني سوء تلك النخب وشرها وتآمرها عليه، فوق نهبها لخيراته وثرواته، وقيامها بقتله وتجويعه بأمر وتوجيه الخارج، والأدلة كثيرة، ليس آخرها خارجية هادي (الوصائية) التي رفضت التحقيق بجرائم القتل والإبادة التي تتم بحق هذا الشعب الصامد الصابر، مع أن الوزير الرافض تمديد عمل فريق الخبراء اسمه (خالد اليماني)، حاله حال كثير من مسؤولي ذلك العهد الملتحقين بالعدوان على وطنهم وشعبهم، قد درسوا وتخرجوا من هذا الوطن أو على حسابه، فيقال مخرج أو منتج محلي (وطني)، ولذا عندما خرج الشعب اليمني في 21 أيلول 2014م، يطالب بالحرية والاستقلال ورفض الوصاية، كان أولئك جزءاً من الوصاية، بل أدواتها، ففروا معها.
إن تلك الوصاية التي استمرت 50 عاماً، لم نستطع خلالها أن نصنع ذخيرة مسدس، وكذلك لم نستطع إقامة علاقات مع دول العالم دون رضا الوصي، وبتوكيل منه، لذلك عندما خرجت أدوات وسفراء الوصاية، خرج كل السفراء من صنعاء معهم، وهو دليل على أنهم يعملون لدى الوصي وأصيله، وليس لدى الجمهورية اليمنية، لذا أعلنوا حرب عدوانهم من واشنطن، والمستمرة منذ 4 أعوام، قتلاً وحصاراً ودماراً، إلا أننا ورغم ذلك استطعنا بعد خروج الوصي إنتاج أسلحة وذخائر وصواريخ تصل للرياض وأبوظبي، منتجاً محلياً خالصاً، وقد أذهلت مخرجات ما بعد عهد الوصاية العالم كفاءة وصبراً وصموداً وانتصارات، والميدان شاهد، والإعلام الحربي يوثق، وكل ذي عقل يدرك.

أترك تعليقاً

التعليقات