قاصمة العدوان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لاميديا -

بكل غرور وغطرسة واستكبار واستعلاء وعنجهية لم يسبقه إليها أحد في التاريخ، أعلن أصيل العدوان والوكلاء والتحالف عدوانهم على الشعب اليمني العظيم ومن واشنطن ليأتي وبعد مرور 5 سنوات من ذلك الإعلان انهياره المشهود بقدر ذلك الغرور وأكثر. فمن ضربة منشآت "أرامكو" النفطية في بقيق وخريص عصب اقتصاده وركيزة تمويل عدوانه والدم الساري بأوردته ونبض حياته واستمراره، إلى هزيمته الميدانية في عملية "نصر من الله" في محور نجران التي لم يخلق مثلها في البلاد على هذا العدوان والتي خرت عليه كالصاعقة وعصفت به وبعدوانه، ليست كعاصفة حزمه بل أشد وطئا عليه ونكالا به، فجعلت عدوانه كعصف مأكول، وبها هزم العدوان عمليا، وما يفصله عن هزيمته النهائية هو قرار واستيفاء زمن ليس إلا، والمسألة مسألة وقت لا أكثر يصبح معه بالفعل وجها لوجه أمام الانهيار.
يسأل البعض: كيف انقلبت الصورة؟ وكيف تغيرت المعادلات؟ وكيف يتم هذا التغير الدراماتيكي من حيث جفاف ونضوب بنك أهداف العدوان في اليمن وغنى بنك أهداف الشعب الصابر الثابت المؤمن بالله وبعدالة قضيته، وبحقه في الدفاع عن نفسه وصنع النصر التاريخي في عمق كيانات العدوان والتي لم يستهدف سوى 2% منها؟
إن هذه الانتصارات العظيمة لم تكن صادمة لقوى العدوان إلى حد الذي أدى لفقدانه توازنه وانهيار أجهزة سمعه وبصره ولسانه، وأدت لزيوغ عقله وإدراكه، بل كانت مذهلة لأكثر الناس إدراكا لهذا النصر وتفاؤلا به.
إن هذا العدوان وبعد خمسة أعوام من عدوانه أصبح بعون الله وفضله، وبصبر وصمود وثبات هذا الشعب وتنامي قوته يعاني انهياراً على كل المستويات وعلى كافة الصعد، من انهيارات على مستوى المواجهة الميدانية على الأرض، وانهيار سياسي عسكري وإعلامي بل وبنيوي ونفسي، وانهيار في المعنويات، وانهيار اقتصادي يلوح في الأفق، كل ذلك سرعان ما تحول إلى انهيار على المستوى التكتيكي والاستراتيجي، إضافة إلى فشله، وعجزه التام عن مواجهة صواريخ هذا الشعب وطائراته المسيرة سوى بمزيد من الكذب والتضليل والهروب إلى مزيد من الغرق بدلا من مواجهة حقيقة هزيمته المرة التي يعانيها. وكل ذلك يؤدي لمزيد من سقوط هيبته ومكانته ووضعه، وضياع وفقد وخوار قواه، وكل هذا إضافة إلى جانب سقوطه الأخلاقي والقيمي وعظم جرائمه هي موجبات هزيمته النهائية الناجزة، فلم تغني عنه قوته ونفطه وماله وما كسب، وتحالفه وما ارتكب، ومرتزقته وما صرف من ذهب، وربه الصهيوأمريكي وما أعطى وما وهب.
كما أن الشعب اليمني بمواجهته لهذا العدوان دفاعا عن نفسه وأرضه وعرضه وبقيم أخلاقية وإنسانية عالية المستوى هي أيضا من موجبات نصره النهائي الناجز.
لذلك ومع مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشروطة بالرد بالمثل، فإن العدوان مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بإثبات حسن النية تجاه المبادرة نفسها، وتجاه صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية وعاصمة القرار والحل، ما لم سيضطر للحوار معها وفيها مرغما ووفق شروطها.

أترك تعليقاً

التعليقات