(إحنا) مع العدوان!
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

نحن جميعاً ضد العدوان (السعوصهيوإماراتي) الوكيل وأصيله (الأنجلوسكسوني)، لسبب بسيط جداً، لأن ذلك العدوان يستهدفنا جميعاً دون استثناء، فصواريخه التي يقصفنا بها لا تفرق بين أنصاري ومؤتمري مناهض له، وبين أحد من الإصلاح ومشتركه (ناصري واشتراكي) الموالين للعدوان الوكيل وسيده أو عوائلهم الآمنة في مناطق سيطرة الأنصار، فهو يقتل الجميع دون استثناء، وعليه فإن الشعب اليمني المقاوم للعدوان والمواجه له قد حمل على عاتقه الدفاع عن اليمن كل اليمن، وعن اليمنيين جميعاً، بمن فيهم أسر الخونة والمرتزقة منهم والمغرر بهم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتخلى عن واجبنا الديني والأخلاقي بالدفاع عن أرضنا وعرضنا.
وإنه ليعز علينا أن نرى يمنياً مع العدوان أو يقال إنه يعمل مع العدوان على بلده وشعبه، فلا نريد أن يلحق العار بأي يمني. هكذا تحدثت إلى صديق وزميل لي كنت ولا أزال أحسن الظن به، وإذ به يصفعني برد مختصر (إحنا مع العدوان) ليش نكذب على بعضنا، فقلت له الله المستعان، وحاولت أن أشرح له، وإذا به يصر ويقول (إحنا مع العدوان)، ولست لوحدي، بل أنا وأنت على حد سواء، وكثير غيرنا من حيث نشعر أو لا نشعر، فصحت فيه بحدة أخبرني كيف؟ أو تحدث عن نفسك، أما أنا فلست مع العدوان، هذا اتهام لم أتوقعه منك، والحمد لله أني قد نذرت نفسي ضد العدوان، بقناعة ودون وجل. فرد علي اهدأ.. ثم سألني ألست أكاديمياً بالمعهد العالي للعلوم الصحية؟ فقلت نعم، وهل هذه تهمة؟ فقال اهدأ واسمعني جيداً كما سمعتك. وسألني هل انتهى تسجيل القبول لديكم؟ هل ما قمتم به في المعهد هذا العام والعامين السابقين يخدم الشعب اليمني في مقاومة العدوان، أم يخدم العدوان؟ هل هو مع العدوان أم ضده؟ فقلت له بصوت مرتفع ماذا تقصد؟ فقال لي أنا اتصلت بك وطلبت منك المساعدة، وأرسلت ابني وابن جاري وأربعة من أولاد أصدقائي، وقلت لك أحدهم قسم تخدير وآخر علاج طبيعي و2 مساعدي أطباء و2 قسم طوارئ (إسعافات أولية). اعتذرت لهم وقلت العفو هذه الأقسام مغلقة، وأنت تعلم مدى أهمية هذه الأقسام وحاجة البلد لها في مواجهة العدوان، الله المستعان.
إحنا قلنا نسجل أولادنا بأقسام نسهم من خلالهم في مواجهة العدوان، يقدمون خدمة للمجاهدين الذين يضحون بدمائهم في سبيل الله ودفاعاً عن أرضنا وعرضنا من ناحية، ويستفيدون من الشهادة بالعمل مستقبلاً من ناحية أخرى، وإذ بك تردهم إلينا جميعاً، وتقول لي إن التسجيل في خمسة أقسام أخرى على رأسها قسم الإحصاء وقسم آخر اسمه صحة وقسم إشعاع، فقلدك الله ماذا سيفعلون بالإحصاء؟ هل يقومون بتعداد قتلى العدوان ويتحول الجرحى إلى أرقام فقط؟ أيعقل هذا؟ ما الذي يمنع القبول بتلك الأقسام، وطالما والدراسة بفلوس وليست مجانية يستفيد المعهد من الرسوم ويستفيد الشعب في مواجهة العدوان. أليس هذا دليلاً أنكم تعملون مع العدوان؟ فأخرسني عندها فصمت قليلاً ووجدته محقاً.
على فكرة، صديقي هذا دكتور أكاديمي بالجامعة، رفض الخروج رغم المغريات، وصمد في بلده، وأخبرني بأن بعض زملائنا الأطباء أخبروه أنهم يحتاجون في أحيان كثيرة لفني تخدير لإجراء عملية لمجاهد أو مصاب مدني جراء القصف، ولا يجدون! ثم قال لي وأنت تعرف ما يحتاجه المصاب الذي انكسرت رجله أو يده من فترة علاج طبيعي لإعادة تأهيل الجزء المكسور... الخ.
قلت له نعم معك حق، فقال لذا أرجوك لا تنظِّر كثيراً وتغطِّ على وقوفك مع العدوان بالتنظير، ويكفيك كتابات وترسل لي مقالات! 
حاولت إقناعه، وحلفت له أيماناً مغلظة بأنه ليس بيدي شيء، ولست أنا المسؤول عن ذلك، وأني عارضته، وبسبب ذلك قرروا منعي من التدريس... ضحك وقال لي أنت ثائر أم معارض؟! وماذا تعملون يا أنصار الله؟ قلت له أنصار الله اثنين أو ثلاثة من أصل 385 موظفاً بالمعهد، 95 % منهم لا أعرفهم، وأدركت فعلاً أننا نشتغل مع العدوان بسبب أن مسؤولي المعهد لا يعملون مع حكومة الإنقاذ، وربما أن هناك خلية تابعة للعدوان تعمل في المعهد، وتذكرت أنه بالإضافة لما قاله زميلي هناك مساوئ كثيرة منها أن طاقم اختبار القبول نفسه يتكرر منذ العام 2002م، يعمل ويصحح دون أرقام سرية، ينجح من... ويرسب من...؟ وأشياء كثيرة، فخرجت من تلك التخزينة وأنا مقتنع ومؤمن بأننا مع العدوان، وعند خروجي ودعته وقبلت رأسه وقلت له كتب الله أجرك، فعلاً في المعهد (إحنا مع العدوان)، وقس على ذلك في مرافق أخرى! ومع نشر هذا المقال قد أنال قراراً بالفصل من الوظيفة أو إنذاراً بذلك من مجلس خلية العدوان بالمعهد كما حصل للزميل د. محمد مطير، وإن فصلوني من التدريس لن يستطيعوا فصلي من مواجهة العدوان ولقائي بالطلاب وحشدهم. لن نسكت.
التحية لهذا الشعب اليمني العظيم. التحية لقائدنا العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي. الرحمة للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات