مطهر الأشموري

مطهر الأشمـوري / لا ميديا -
بدلاً من ذلك فأمريكا تتحرك «إسرائيلياً» وكما يريد «نتنياهو» فهي تريد اتفاقا في جنوب لبنان ينهي هجمات ودور حزب الله لإسناد غزة، مع أن حزب الله وجبهات الإسناد موقفها يرتكز على شرط إنهاء العدوان والحصار على غزة وحينذاك ستتوقف كل عمليات الإسناد.
من حقيقة أن أمريكا تتبنى الموقف «الإسرائيلي» فأمريكا تقول إن هذا الاتفاق مع حزب الله سينقذ الكثير من الأرواح.
أمريكا بهذا الطرح تقول وببساطة إن على حزب الله إيقاف كل عملياته لإسناد غزة وأن يتخلى عن أي ربط أو ارتباط بغزة وإلا فستشن حربا تدمر لبنان.
بين ما يعنيه هذا الطرح الأمريكي وبشكل واضح هو أن أمريكا ستكون الشريكة إن لم تكن الفاعل الرئيس في هذه الحرب التي تهدد بها لبنان.
وهكذا فأمريكا التي تعجز أمام نتنياهو عن فرض شرط وقف إطلاق النار وهو البديهية في أي اتفاق حول غزة تهدد بحرب على لبنان إذا لم يوقف حزب الله جهود الإسناد لغزة.
يعنينا هنا تجاوز ما تسمى خلافات سواء بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا أو مع نتنياهو و»إسرائيل» فالذي نؤكد عليه هو أن أمريكا «إسرائيلية» و«إسرائيل» أمريكية.
ولهذا فأكثر ما يضحك ويبكي في آن هو أن يتم شدنا إلى مرشح في انتخابات أمريكية بأي وفي أي مفاضلة.
إذا كانت أمريكا عاجزة عن إلزام المجرم «نتنياهو» بوقف إطلاق النار عليها إعلان أنها عاجزة أو على الأقل تستعمل العبارة التي طالما رددها بايدن وبلينكن تجاه حماس «الكرة في ملعب حماس»، ولكن أمريكا لا تجرؤ حتى على القول بأن الكرة في ملعب «نتنياهو».
في الوقت الذي بات التهديد بالحرب على لبنان حملة إعلامية صهيونية تأتي أمريكا لتهدد بحرب على لبنان وبالتالي فإنه لم تعد من قيمة أو معنى لأن تكون أمريكا «إسرائيلية» و«إسرائيل» أمريكية والتموضع الأمريكي والانتخابات الأمريكية تحتاج تكتيك الخلافات والتباينات وترويجها.
من يتابع التصريحات الصهيونية منذ بداية العدوان على غزة سيتذكر على الأقل أنها ظلت تطرح أنها فقط أعطت مهلة أسبوع -مثلاً- للجهود الدبلوماسية الغربية ما لم تنجح بسقف تلك المهلة ستشن الحرب حتماً.
هذه التصريحات قبل شهور وهذه الحرب لم تشن بعد أسابيع ولا بعد أشهر ثم منذ متى «إسرائيل» تتريث أو تعطي مهلاً حين تفكر أو تقرر شن عدوان على لبنان؟
هذا غير معروف في تاريخ الكيان منذ نشأته وبالتالي فهذه التهديدات «الإسرائيلية» الأمريكية إنما تمثل أقوى وأقصى الضغوط للفصل بين فلسطين إجمالاً وبين محور المقاومة.
فضائية (BBC) البريطانية المعروفة أجرت لقاء مع عضو المجلس السياسي الأستاذ محمد علي الحوثي وكان السؤال الأغرب من المذيعة له: أنتم في اليمن تبعدون عن فلسطين آلاف الكيلومترات فما دخلكم بقضية ليست قضيتكم؟
رد عليها: وهل بايدن وماكرون و.. و.. إلخ.. أقرب من فلسطين أم يسكنون مع «نتنياهو» في نفس العمارة ونفس الشقة؟
مادام بايدن وماكرون وبريطانيا هم من يحكمون الأنظمة التي تحكمنا كأنظمة عربية فهم يعتبرون أنفسهم حكامنا وليس أمامنا في نظرهم غير التطويع والطاعة والتطبيع.
(BBC) تقول للأستاذ محمد علي الحوثي نحن الحكام لحكامكم وطاعتنا هي واجبكم والمسافة تعنينا فقط كحكام لكم ولا يعنيكم كمحكومين..
إبادة الشعب الفلسطيني هي مشروع بريطاني أمريكي والإجرام الصهيوني ينفذه بتغطيات أمريكا الأسوأ استعمارية ومعها الغرب الاستعماري.
المقاومة ومحور المقاومة في ظل إسناد يزداد ويتسع ويتنامى شعبياً عربياً وإسلامياً يرفض ويقاوم هذا المشروع البريطاني الأمريكي «الإسرائيلي» في ظل متغيرات وصراعات دولية تمثل في حصيلتها على مدى أقرب أو أبعد إسناداً لمحور المقاومة حتى وإن بشكل غير مباشر وارتكازاً على الحق الواضح المبين.
ولهذا فأمريكا تحاول استثمار متراكم انفرادها بالمنطقة لفرض هذا المشروع وإبادة الشعب الفلسطيني قبل حالة الضعف التي باتت فيها وتسير إلى المزيد منها.
والطبيعي ألا تهدد أمريكا لبنان فقط بالحرب بل كل أطراف محور المقاومة لتسهيل فرض هذا المشروع، لأنه إذا لم يفرض من خلال المتراكم الأمريكي الذي يستهلك ويتهالك فلا إمكانية لأن يفرض بعد ذلك فأمريكا ستخرج في محصلة هذا الصراع الدولي كما بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وفي أحسن الأحوال.
أمريكا تعرف أن الحرب على لبنان هي حرب إقليمية وقد تتدحرج إلى عالمية وذلك ما لا تستطيع أمريكا تحمله ولا تحمل نتائجه وكل ما تريده من كل هذا هو استمرارية التغطية على إجرام وجرائم الإبادة الجماعية للكيان الصهيوني بقيادة المجرم الأكبر في التاريخ «نتنياهو».
سواء أمريكا تريد الحرب أو جرها المجرم «النتن» إليها فهي لم تدرك لمحور المقاومة وللمنطقة وحتى لاصطفاف الصراع الدولي ربطاً بمصالحه الحيوية والاستراتيجية غير الخوض بهذه الحرب وستكون أمريكا والاستعمار الغربي القديم والجديد ورأس حربته «الكيان الصهيوني» هو الخاسر الأكبر، والزمن بيننا ومن عاش خبر!

أترك تعليقاً

التعليقات