روسيا وإيران.. دفاع شراكة ومصير مشترك
- مطهر الأشموري الثلاثاء , 22 أبـريـل , 2025 الساعة 8:37:53 PM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
بعض الأخبار ذات الأهمية الاستثنائية بوضوح تتعمد الإمبراطورية الإعلامية الأمريكية بكل تابعيها وتوابعها من الفضائيات ومنها عرب الصهينة والأمريكية تجاهلها، وإن كانت أهم حدث، وكأنها لم تحدث، وإن اضطرت للتعاطي معها فبين الهوامش والمهمشات، وبما لا يناسب أهميتها ولا حاجيات الاهتمام.
هذه الإمبراطورية الإعلامية وعرب الأمركة والصهينة تعاطت مع المفاوضات الأمريكية - الإيرانية بتوسع يركز على تصريحات وحتى تسريبات الطرف الأمريكي، وذلك أصبح معروفاً ومعلوماً لدى المتلقي.
لكن ومع انتهاء الجولة الأولى للمفاوضات الأمريكية - الإيرانية بدأ المطبخ الأمريكي - «الإسرائيلي» يضخ تسريبات وتصريحات لم يحدث شيء منها خلال الجولة التفاوضية والمؤتمر الصحفي بعدها، وهي تتحدث مثلاً عن تفكيك بنية البرنامج النووي الإيراني وعن إدراج القوة الصاروخية لإيران في أجندة المفاوضات... إلخ.
لقد صرحت وأوردت إيران أن قضية تخصيب اليورانيوم ليس مقبولاً التفاوض حولها ولا حتى إدراجها في أجندة التفاوض، وذلك ما لم يشر إليه لا من قريب ولا من بعيد حتى بين الهوامش.
كل ذلك نعرفه واعتدناه؛ ولكن الخبر الذي لا يمكن لأي إعلام بالحد الأدنى من الاحترام أن يتجاهله أو يهمشه هو إقرار وتصديق مجلس الدوما الروسي لأهم اتفاق استراتيجي شامل بين روسيا وإيران. ولعل الدفاع المشترك بين الأهم في بنوده ومضمونه، وهو يعني أن روسيا ستدافع عن إيران في حالة أي عدوان عليها، وكذلك ستفعل إيران.
ولتوقيت إقرار السلطة التشريعية في روسيا لذلك وإعلانه وإعلامه أهمية ربما هي الأهم لم يتم تعاطيه كخبر وتقرير ولا كحدث وتحليل على الأقل بما يغطي الواجهات الزائفة المزيفة للمهنية، وتلك مسألة مأساوية ومغيبة لم يتصرف الغرب الأمريكي بزعامة أمريكا بمثله حتى في أصعب مواقفه وأقصى أزماته.
لم يعد الهدف من طرح هذه الأمثلة التصويب الواقعي أو المهني، لأن أمريكا باتت الفاقدة للصواب، والإعلام العربي المؤمرك والمصهين بات يؤدي الأدوار الوضيعة بطريقة المثل الشهير في اليمن: «خدام خدام الجرافي».
لم يعد هدف هذا التعاطي إمكانية تصويب واقعي أو مهني بقدر ما هو تصويب لوعي المتلقي في الأساس، لأن هذا الإعلام بإدارته وأدواته وحتى «بجزمات» لم يعد يستحق أن يهتم به، وهو فاقد البتة المصداقية، واسترجاع أحداث وحرب أوكرانيا تكفي لا لمعرفته؛ ولكن للحكم عليه حاضراً ومستقبلاً.
ما لم تستطع أمريكا إنجازه في ذروة هيمنتها العالمية وقبل حرب أوكرانيا، مع إيران أو غيرها، يستحيل أن تحققه أو أن تنجزه بعد ضعفها وإضعافها وكسر هيبتها وجبروتها بعد حرب أوكرانيا.
مع المفاوضات إيرانياً بات تركيع أمريكا أكثر من المستحيل، والتهديد بالقاذفة (B 52) إنما يقدم ضعضعة وضعف أمريكا. فالعالم لم يعد أصلاً يخاف من كل المدمرات ومن كل القاذفات الأمريكية، ومن يهدد العالم بما لم يعد يخافه وبما لم يعد يخيف فذلك هو من الضعف ومن الترنح ومن التهاوي الأمريكي.
في ظل وضوح مواقف إيران وخطوطها الحمراء فإن أمريكا لم تعد تحتاج سقف الشهرين ولا حتى سقف شهر، فإذا كانت جادة في الحرب على إيران فعليها البدء ومن اليوم وليس غداً أو بعد غد.
حينها ستعرف ما لا تعرفه ولا تتوقعه من إيران، وستجبر على معرفة أن لروسيا وكذلك الصين أمناً قومياً تعنيه إيران، حتى وإن لم تسع إليه أو تبذل أدنى جهد من أجله.
إذا كان الأمن القومي الأمريكي يمتد إلى العراق وإلى أفغانستان -على سبيل المثال- فإيران تصبح هي صميم وأساس الأمن القومي لروسيا والصين.
ولهذا ليس أمام «أمريكا ترامب» على أسس الأمن القومي لإيران، ربطاً بالصين وروسيا، إلا التهديد بالورقة التفاوضية أو السير إلى الحرب التي تزعم وتهدد بها.
أستطيع الجزم بأن إيران لن تقدم لأمريكا التنازلات التي تريد في المفاوضات، إن طالت أو قصرت، وهذا ما على أمريكا القبول به في التفاوض والمفاوضات، وإلا فالأفضل لها وحتى لنا أن تسير إلى حربها ضد إيران التي طالما توعدت بها، وحينها «سيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون».
بالنسبة لي فإني أصبحت أشفق على الإمبراطورية الإعلامية الأمريكية بما آلت إليه من تخبط وتناقصات وقصر نظر وفقدان البصيرة والبصر، أما توابعها في منهجية الأمركة والصهينة فلم تُعد تُستحق أن تُذكر ولا أن يُلتفت إليها.
وسؤال أخير: كيف تسير روسيا وهي في شهر عسل مع «أمريكا ترامب» في هذا الموقف، ويصادق برلمانها على اتفاقية دفاع مشترك مع إيران؟! ولكل من يريد أن يجيب وكما يريد.
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري