الحالة «الترامبية» مجنون العصر!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
نقول للمنفوخ “ترامب” بأن المُخرج هو من قرر إقصاءك في الانتخابات السابقة، وهو صاحب قرار إعادتك في الانتخابات الأمريكية الجديدة.
لقد تم إقصاؤك لدور يؤديه بايدن، وهو أعادك لتؤدي دوراً للتعامل مع مأزق أمريكا بإمبرياليتها وبرأسماليتها، وكلها محاولة ترقيع وترميم نفسك في أداء دورك في الولاية السابقة، وبايدن كان الأكثر فشلاً منك.
ولذلك فالأفضل لك أن تخفف من بهلوانية و”سيرك” التهريج والهرجلة حتى وصولك للبيت الأبيض على الأقل.
في الدورة الأولى أرعدت وأزبدت وهددت بأنك ستمارس “تصفير” تصدير النفط الإيراني؛ لكن الصين وفي ظل حكمك أو ولايتك عقدت الصفقة الاستراتيجية لاستيراد الكمية الأكبر من النفط الإيراني، وحينها خرستَ عن “العنترة” ولم تمارس حتى دور “عبلة”. والآن وكأنما نسيت قصة أو رقصة “التصفير” للنفط الإيراني؛ ولكنك تتحدث عن التغيير.
أيها المهرج الأبله، إذا كان سلفك، بايدن، قد فشل أو أخفق في حرب أوكرانيا، فقد نجح في الدور الأهم بالنسبة للرأسمالية الأمريكية، وهو تفجير خط السيل الشمالي للغاز، بما جعل أوروبا تلجأ لاستيراد الغاز الأمريكي بسعر يصل إلى خمسة أضعاف الغاز الروسي، ولا يستطاع مثل ذلك مع النفط الإيراني والحالة الصينية.
مشكلة أمريكا هي في كون الرأسمالية هي التي تحكم الدولة والانتخابات. والمشكلة الأكبر هي أن الرأسمالية تعيش أسوأ أزماتها عالمياً. وحين يجيء ترامب ويرحل، ثم يعود أو يعاد، فذلك هو التجسيد لمأزق وتخبط الرأسمالية: “الدولة العميقة”.
وعندما يلمح ترامب في الدورة الأولى أو بين ما يطرحه الآن إلى الشكوى من الدولة العميقة، أو يزعم أنه يواجهها، فذلك محاولة لإخفاء ما انفضح وزعم، وادعاء لا أساس له غير الدعائية.
سألوا كاسترو كوبا ذات مرة عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا، فردّ بأنهما فردتا حذاء يستعمل أحدهما شمالاً والآخر يميناً. ولعل الحالة “الترامبية - البايدنية” تجسد بوضوح لا شك ولا غبار عليه هذا التموضع المقرف والمقزز للإمبريالية الرأسمالية، ثم ظلوا يضحكون علينا بشعارات الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وكل ذلك ما انفضح بما لم يحدث سابقاً في ثنائية “بايدن ـ ترامب” ربطاً بحروب أمريكا في العالم والإبادة الأمريكية الجماعية في غزة، وهي فعلاً أمريكية أكثر منها صهيونية.
فيما اعترف بايدن مؤخراً بالفشل الكامل في عزل روسيا، فإن مستشاري العائد ترامب يقولون بأنه من خلال علاقته الشخصية بالرئيس الروسي سيدفع بوتين إلى قطع علاقات روسيا مع كلٍّ من الصين وإيران وكوريا الشمالية، ومثل هذه البلاهة السياسية والطرح المهبول هو ما لم يحدث ولا مثيل له في تاريخ السياسة أو في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، فعن أي نفخ ومنافيخ تتحدث؟!
إذا واصل ترامب ومستشاروه مثل هذه التصريحات السمجة والبلهاء فإنهم حين الوصول للبيت الأبيض في 20 يناير القادم لن يجدوا ما يقولونه ولا ما يصرحون به.
يا ترامب، لقد وصموك أمريكياً بالعميل لروسيا، وذلك ما جعلك مقيداً ومكبلاً في دورة انتخابية، فكيف تتصور وفق تصريحات مستشاريك بأنك ستأمر أو تجبر روسيا على قطع علاقتها بأهم حلفائها: الصين، إيران، وكوريا الشمالية؟! وكيف لنا استيعاب هذا الجموح أو فهم هذا الجنون؟!هكذا باتت أمريكا في الهزال والمهزلة، وكأنّ هذه الثنائية المجنونة الخراف جيء بها لتفضح متراكم أمريكا، وكله خسة وخساسة وحروب وإبادة يغطى عليها بكل شعارات وأكبر شعارات الزيف والخداع تاريخياً.
فأمريكا هي الأرذل وهي الرذيلة، وبات يستحيل عليها بكل قدرات المال والإعلام أن تنجح في تقديم ذاتها على أنها الفضيلة. وانتظروا الكثير في الدورة “الترامبية” الثانية!

أترك تعليقاً

التعليقات