الأشد كفراً ونفاقاً في عالم متغير!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
يمكن القول بأننا أصبحنا نحس باستعادة التوازن العالمي تدريجياً وبثقة كبيرة، وأن أمريكا الاستعمار الجديد ومعها القديم لم تعد القادرة على فرض إرادتها وقواعدها البديلة للأمم المتحدة على العالم.
ذلك ما يؤكده اجتماع “بريكس” في مدينة كازان الروسية والذي يعني منطقتنا بما في ذلك العرب هو أن هذا الاصطفاف العالمي بات يتجاوز الألعاب والخداع العربي المنبثق منه كأمركة وصهينة الذي يتجسد في عبرية إعلام وفضائيات عربية لم يعد فيها من العروبة والإسلام غير أنها تنطق بالعربية، فالمسألة تجاوزت أي معادلات أو تكتيكات عربية عبرية أو عبرية عربية.
فالموضوع لم يعد الإرهاب الذي صنعته أمريكا ولا ثنائية سنة وشيعة وهي في الأساس لعبة أمريكية معروفة، فكل هذا بات متجاوزاً من الصراع العالمي واستمرار استعماله هو غباء وتخلف حتى من قبل أمريكا و”إسرائيل” وليس فقط من قبل أعراب هم الأشد كفراً ونفاقاً.
ولهذا فالسؤال الذي بات يطرح هو عن أطراف أرضيتها الحقوقية والقانونية تتوافق مع التغيير والمتغير الدولي العالمي وأطراف لا تمتلك هذه الأرضية.
فالمسألة ببساطة أن أمريكا والغرب و”إسرائيل” ومن بعد أعراب النفاق الأشد كفراً لا يمتلكون هذه الأرضية ومواقفهم تصطف مع الباطل وضد الحق والحقوق والحقائق وما تعنيه كاستحقاقات.
فالمسألة لم تعد في توصيف إرهاب ولا تخريجات لتوصيف شرعية ومشروعية وفق الاصطفاف الاستعماري وعلى رأسه أمريكا وربطاً به “إسرائيل”.
دعونا من باب الموضوعية نقل إن محور المقاومة يطالب بزوال “إسرائيل” بإجماع كل أطرافه مثلاً، ولكن قرارات الشرعية الدولية تتحدث عن دولة فلسطينية بحدود 1967م، فحين يصبح لهذا القرار أسنان وأظافر وإرادة وقوة وقدرة تطبيق فالموضوع قد يختلف.
المقاومة أو محور المقاومة بقدرتها على التكيف مع تطبيق هذا القرار على هذا الأساس والموقف الأسوأ سيكون موقف أنظمة وجماعات الأمركة والصهينة من الأشد كفراً ونفاقاً وفق التوصيف الإلهي الرباني.
الطبيعي تحمل كل هذا الدمار والتدمير والإبادات الجماعية المشاهدة في فلسطين ولبنان، و”إسرائيل” من حقها أن تقدم ذلك وتروج له على أنه انتصار وكذلك أمريكا، ولكن الأشد كفراً ونفاقاً بهذا المسلك المشين إنما يدينون أنفسهم تاريخياً والذين لا يعون التاريخ واستحقاقاته لا يعون بالتبعية المستقبل بأسس أهليته ومؤهلاته.
عندما نقول إن “إسرائيل” اجتاحت لبنان حتى بيروت خلال عشرة أيام فقط عام 1982م، فتلك حقيقة، وعندما نقول إن العرب بجيوشهم وأسلحتهم لم يستطيعوا الصمود كما غزة وهي في العام الثاني من الصمود فتلك حقيقة ومع الفارق المهول في سلاح وتسليح “إسرائيل”، فهل للعرب تجمعهم والأعراب الذيول والأذناب أن ينكروا هذه الحقائق؟
لا يستطيعون الإنكار، ولكن تجذر الأمركة والصهينة داخل أنظمة خائنة وعميلة تجعل سقف موقفهم هو في التنكر لاستحقاقات هذه الحقائق الساطعة الدامغة في مشهد الحاضر واستشراف المستقبل، وبالتالي فهم يصمون آذانهم ويرفضون صوت العقل والمنطق كما يحدث في التاريخ منذ قوم نوح وما بعده.
كل قضايا هذا العالم لم يعد بمقدور طرف حسمها كما يريد كما كان بعد اندثار السوفيت، والتجبر والغطرسة الأمريكية تجاوزها واقع العالم ومتغيراته وكل ما يطلبه الاصطفاف العالمي المتناسي هو الحد الأدنى من العدل عالمياً والعودة إلى الأمم المتحدة بميثاقها ومواثيقها وقوانينها وقراراتها، ولا يمكن لأمريكا والغرب مع مرور الزمن إلا الرضوخ لمثل هذا المطلب العادل والمحق عالمياً.
هل للأشد كفراً ونفاقاً أن يجيبوا على سؤال بسيط وهو: ما هي إنجازات “إسرائيل” غير أوسع دمار وتدمير وجرائم الإبادة الجماعية؟
اغتيال قيادات المقاومة من الواضح أنه لا تأثير له في الواقع الميداني وأداء جند الله في حزب الله يؤكد ذلك كما استمرار النضال والصمود الأسطوري في غزة.
الذين عرفناهم شاتمين وشامتين تجاه حزب الله الذين أزعجهم هذا الانبعاث “السنواري” أين هم انتماءً وإيمانياً وقيمياً وأخلاقياً من السنوار ونصر الله؟
إذا لم ترق لكم قومية جمال عبدالناصر ولا شيعية حسن نصر الله ولا سنية السنوار فماذا تكون الصهينة والأمركة غير ذلك وأكثر من ذلك؟
وصمتم الرمز “الحوثي” في اليمن ومعه الشعب اليمني بالمجوسية والأمر انتهى باتفاق السعودية مع إيران، فماذا بقي لتقولوا أو “لتولولوا”، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم!

أترك تعليقاً

التعليقات