أممية «ترامب» والمندوب الأممي!
- مطهر الأشموري الأثنين , 13 يـنـاير , 2025 الساعة 12:11:29 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
بعد عامين أو أكثر جاء مندوب الأمم المتحدة، وعادة إزاء مثل هذا لحدث يطرح كلاما عاما ومعممات عن جديد وتجديد وصاية وعن سعي لحل سياسي وذلك بات معمما للتعمية ليس أكثر.
ومع أني كتبت هذه السطور وكان المندوب الأممي لازال في صنعاء، إلا أني أستطيع الجزم أنه جاء في ما تسمى وساطة، فيما الأمم المتحدة بمرجعتيها الأمريكية -البريطانية تريد نجاح وساطة ولا تريد حلاً لمشكلة اليمن وللشعب، وإذا أردتم القول إن الوساطة مجرد لعبة في إطار تكتيكات أمريكا وبريطانيا لأي أهداف.
أمريكا وبريطانيا لا تريدان أصلاً إيقاف الحرب والإبادة الجماعية والحصار لغزة، وهما قبل العدوان على غزة لا تريدان حلاً واقعياً ومنصفاً للمشكلة اليمنية.
حتى لو قدم عرضاً جديداً ومغرياً لإيقاف الحصار البحري لـ"إسرائيل" والعمليات العسكرية اليمنية، فذلك تكتيكي لأنهما يعرفان استحالة أن تقبل اليمن مثل هذه العروض أو الإغراءات.
ببساطة فإن أمريكا وبريطانيا لو كانتا تريدان حلاً في اليمن ولليمن لتم ذلك قبل الحرب والعدوان على غزة.
وهكذا إذا كانت الأمم المتحدة بمرجعيتها الأمريكية البريطانية لا تريدان حلاً في اليمن لصالح اليمن، وهما مع المجازر والإبادة الجماعية في غزة فهذا المجيء ليس من أجل حلول أو حلحلة وإنما مجرد عمل تكتيكي إعلامي وسياسي.
بالمقابل فإن صنعاء تعي وتعرف كل هذا ولا أرى هذا الاستقبال والالتقاء بالمبعوث من جانب صنعاء ليس أكثر من تكتيكها المقابل، وإذا هي تثق بعدم جدوى كل ذلك فإنها تراه الأفضل كموقف سياسي مادامت واثقة من قدراتها وأوراقها لمواجهة واحتواء أي تبعات سلبية في ألعاب بريطانيا وأمريكا.
وهكذا إذا سمعتم أو تابعتم أي كلام تجميل أو مجاملة وعن إيجابيات أبرزتها أو تفاؤلات أفرزتها فذلك كان يقال عنه زمان «كلام جرايد»، وهو الآن كلام إعلام في ظل استعمالات وأهداف وتكتيكات تتعدد ولا تحدد أو تتحدد.
الأمم المتحدة بمرجعيتها الأمريكية البريطانية تريد دمار وتدمير اليمن كما غزة وليست على استعداد لإيقاف الحرب والحصار على غزة، كما ليست على استعداد لحل في اليمن لصالح اليمن.
بالمناسبة فصنعاء منذ حرب الإبادة على غزة لم تعد أولويتها الحل في اليمن مع إدراكها ما يتطلبه ذلك من وقت حتى مع افتراض جدية الأعداء، ولكن أولوية صنعاء الملحة هي وقف العدوان والحصار على غزة، وفي ظل هذه الأولوية فصنعاء لا تهتم حتى بالحديث عن حل لليمن أو حل مشكلة اليمن وكأنها بات شرطها المسبق والذي لا رجعة فيه ولا تراجع هو إنهاء الحرب والحصار على غزة.
إذا كان مجيء المندوب الأممي هو لجس نبض صنعاء بطرح الأولوية للحل في اليمن فسيجد الإجابة من صنعاء أن أولويتها «غزة»، وغير ذلك هوامش قد يتعاطى فيها، ولكن ليس على حساب الأولوية اليمنية وهي فلسطين وغزة تحديداً.
ولهذا فإن غزة ليست أولوية لمن يسمى مندوب الأمم المتحدة، فصنعاء لا يمكن ويستحيل أن تقبل بأي أولوية حتى لو كانت وطنية ويمنية على حساب غزة أو تعيد غزة إلى أولوية أقل من الأهم لأنها أولى ولأنها الأولى.
ولهذا فأقصى معطى لهذه الزيارة هي مجاملات وتخريجات لتقديم نجاح مأمول وتفاؤلات تبشير بمثابة توطئة لتكشير.
نحن في اليمن لا نصدق تخريجات للتبشير كما لا نخاف أي تكشير ونحن نحس أننا تجاوزنا خرق «بايدن» وعلى سوق للتعامل مع ترامب «المجنون» الذي يزبد ويرعد.
هذا المجنون العائد للبيت «البيضاوي» لا نراه إلا ما ينطبق عليه المثل اليمني الذي يقول «من قالها ما عملها».
لو أن هذا المندوب الأممي المختفي لعامين أو أكثر سأل أو استشار مواطنا متواضعا مثلي لأشرت عليه بانتظار تنصيب «ترامب» ليأتي إلينا برسائل تهديد وتهويد «ترامبية»، لأن هذا المجنون الذي ينسحب من اتفاقات دولية صادق عليها مجلس الأمن من الأسهل عليه أن يسفك بها وأي اتفاقات أو توافقات قد تكون وصلت إليها مع صنعاء، ونحن بهذا ننصفك فقط ولا ننسفك بالطريقة «الترامبية»!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري