الحرب الإقليمية.. مخطط وإرادة أمريكية!
- مطهر الأشموري الجمعة , 25 أكـتـوبـر , 2024 الساعة 8:07:24 PM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
في عام 2002م كنت في نقاش مع أمريكي أجزم من خلال نقاش ولساعات أنه سياسي استخباراتي أو استخباراتي سياسي.. أهم ما طرحت عليه نقطتين اثنتين:
الأولى: أن قضية القضايا الخلافية معكم (أمريكا) هي فلسطين ولا علاقة لهذه القضية والموقف بما تسمونه أو تصنفونه كـ«إرهاب».
الثانية: نحن نعرف انحياز أمريكا لـ«إسرائيل»، وأن «أمريكا إسرائيلية» مثلما «إسرائيل أمريكية» سيان.
ومع ذلك فتموضع أمريكا كدولة عظمى وباتت بعد اندثار السوفيت «الأعظم» يجعل من واجب أمريكا أن تخجل بالحد الأدنى وتنصف بالحد الأدنى.
مادمتم الدولة الأعظم فكل ما أطلبه منكم كمواطن يمني وعربي ومسلم هو أن تمارسوا أو تفرضوا حلاً بالحد الأدنى من الإنصاف والعدالة.
عندما تفرضون المفاوضات بين الطرف الأمريكي المسمى «إسرائيل» وبين شعب تحتل أرضه فأنتم لا تريدون حلاً وإنما تصفية وإبادة شعب على طريقة الهنود الحمر والإصرار على مفاوضات هو للإبادة، فإذا الدولة الأعظم وقد باتت المهيمنة على العالم والمسيطرة على الأمم المتحدة لا تستطيع اقتراح وتنفيذ حل تعايشي في فلسطين فعظمتها هي جبروت ضد المستضعفين في الأرض، وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني.
أمريكا 2024م لم تعد أمريكا 2002، فصعود الصين واستعادة روسيا لاعتباريتها وقوتها إلى جانب قوى أخرى صاعدة يعيد التوازن للعالم وإن بشكل تدريجي وبشكل يحسه العالم بطيئاً أو غير فاعل، ولكن «ديناميكيته» التدريجية فاعلة متصاعدة بقدر ملموس وكافٍ.
الرئيس الأمريكي بايدن وهو يستعد لمغادرة البيت الأبيض قال لرئيس السلطة الفلسطينية «عباس» إذا أردت أن تطبق «إسرائيل» قرارات الشرعية الدولية فعليك إحضار عيسى أو المسيح ليطبقها.
هذا يؤكد أن أمريكا وهي في وضع هيمنة عالمية وجعلت الأمم المتحدة مجرد أداة لها لا تريد في العالم عدالة ولا حرية ولا حقوق ولا أي شيء آخر مما ترفعه من شعارات.
كأنما «طوفان الأقصى» هو عيسى أو المسيح كبديل لحد أدنى من العدل والإنصاف، ونحن نؤمن بكل الأنبياء والرسل ولا يضيرنا أن نطلب العدل والإنصاف من أي ديانة سماوية ومن أي قوى وازنة ومؤثرة في هذه الأرض.
إذا كانت أمريكا صادقة بأي قدر بأنها لا تريد حرباً إقليمية، فماذا تكون الحرب الإقليمية بأكثر مما يمارسه المجرم والإرهابي نتنياهو وحكومة التطرف في المنطفة وبمشاركة أمريكية غربية مباشرة وليس فقط الدعم بالمال والسلاح وبكل ما يخطر على بال وما لا يخطر..؟
أمريكا تمنع الأطراف المستضعفة والمحقة من الدفاع عن نفسها وعن وجودها وعن حقوقها وهي من يدفع حكومة التطرف الصهيوني إلى أسوأ الإجرام والجرائم في التاريخ، وبالتالي أصبح كل ما يعنيه أن أمريكا لا تريد حرباً إقليمية هو إخناع وإخضاع كل المنطقة لحكومة التطرف والإجرام والإرهاب الصهيونية.
إذا كان مثل هذا ظل محالاً في ذروة الهيمنة الأمريكية عالمياً واستفرادها بالمنطقة فهو بات مستحيلاً وأكثر استحالة الآن، وكل ما يُمارس من حكومة التطرف الصهيونية هو ما يجعل الحرب الإقليمية حتمية حتى والأطراف الأخرى في المنطقة لا تريدها.
أمريكا هي الأساس وهي من دفع إلى هذه الحرب الإقليمية حين اشترطت أن نأتي بالمسيح عيسى بن مريم إن أردنا تطبيق «إسرائيل» لقرارات الشرعية الدولية.
أمريكا والصين وروسيا وقوى العالم ربما بات يعنيها تدارس منع عالمية أو عولمة هذه الحرب بما يهدد البشرية بالفناء، أما الحرب الإقليمية فأمريكا هي من فرضتها وكأنما باتت الأمر الواقع ولم يعد تجنبها ممكناً إلا بالقبول بما فرضته وتفرضه أمريكا في موضعة الكيان الصهيوني أو رفض ذلك، وبالتالي فأمريكا هي التي لم تترك للآخرين من بديل غير استسلام يستحيل القبول به، وحين تقول إنها لا تريد حرباً إقليمية فهي «الاستسلام فقط هو خياركم للبقاء في الحياة وعليكم القبول بالاستعمار المستعبد وباستعمال العبودية أو أن تفنوا كما الهنود الحمر».
أمريكا تعتبر أن الحرب الإقليمية هي شأن حصري لها والتفاوض قد يكون لتجنب حرب عالمية مع القوى المناوئة، والمسألة ليست أن نتنياهو يريد الحرب الإقليمية ويحاول جر أمريكا لها، وذلك خطأ مرر وبات إعلام المقاومة ومحور المقاومة يتعاطى فيه أو على أساسه، فأمريكا تريد هذه الحرب ووصلت إلى مرحلة متقدمة في تخليق واقعها لتتطور إلى الأمر الواقع، ولا تصدقوا تكتيكات لعب وتوزيع الأدوار.
أقول لإيران ومحور المقاومة ليس أمامكم إلا الاستسلام لشروط أمريكا والواجهة «نتنياهو»، أو خوض الحرب لمواجهة المشروع الأمريكي وواجهته الصهيونية وما تسمى «إسرائيل» وأمريكا لم تترك أي مجال لخيار أو خيارات.
أثق كل الثقة أن محور المقاومة هو أقوى بكثير من الإرهاب والترهيب الأمريكي، ومادامت أمريكا اختارت الحرب الإقليمية التي تقول إنها لا تريدها، فالأطراف التي لا تقبل بالمشروع الأمريكي الصهيوني وترفض الاستسلام ستجد نفسها مضطرة، بل مجبرة على خوض حرب أرادت وخططت لها أمريكا، وقولها إنها لا تريدها أو أن نتنياهو جرها إليها هو مما عرفت به أمريكا كخداع ومخادعة ليس أكثر!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري