"قادمون يا طهران".. "قادمون يا صنعاء".. أمريكا.. عليها أن تخجل من نفسها!
- مطهر الأشموري الخميس , 9 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 3:32:06 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
في فترة العدوان على اليمن تحت ما سمي "التحالف العربي"، وحتى قبل ذلك، كنا نسمع عن مناورات في البحر الأحمر بقيادة أمريكا ومشاركة غربية وعربية، ولم نكن نكترث، ليس لأننا بعيدون أو مستبعدون من هذا الحدث والمشهد؛ ولكن لأننا مسلمّون أو مستسلمون لهذا الواقع أو الأمر الواقع؛ لأنه يستحيل أن يكون لنا أي تأثير لأي تغيير في هذا الأمر الواقع.
خلال العدوان السعودي - الإماراتي على اليمن، وهو كذلك بقيادة ومشاركة أمريكا مع "إسرائيل"، حتى أصبحنا نعلم علم اليقين مثلاً أن قنبلة عطان أمريكية وقنبلة نُقم "إسرائيلية"، لكنه ومثلما اختير لهذا العدوان عنوان "التحالف العربي"، فالممارس الآن يمكن تسميته "تحالف عربي – إسلامي" ضد المقاومة في غزة وضد الشعب الفلسطيني، فما الذي يفرق في تحالف عربي للعدوان على اليمن وتحالف عربي وإسلامي لإكمال الإبادة الجماعية في غزة؟!
ما سُميت مناورات بقيادة أمريكا لم أكثرت بها، مثل غيري؛ ولكني لا أخفي خوفي حين التفكير أن اليمن هو الهدف أو هو المستهدف بهذه المناورات.
كل هذا ظل يُحضّر أو ظللت أستحضره وأنا أتابع الإعلام السعودي خلال العدوان، وهو يمنّ على كل العالم بأنه ولا أحد غيره من يؤمّن الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب.
ولأني كنت أصدق بأي سقف، كنت أتساءل: ما دامت السعودية تستطيع بمفردها تأمين الملاحة في البحر الأحمر، فلماذا كل تلك المناورات في هذا البحر بقيادة أمريكا ومشاركة الغرب والعرب؟!
لم أكن أتصور أو حتى أعلم بأنه سيأتي يوم في حياتي وقد أصبح اليمن يواجه أمريكا وأوروبا في هذا البحر؛ لأن ذلك هو المحال والمستحيل.
حتى المرتزقة والعملاء الذين يستدعون إيران بمشاريعها وأذرعها -كما يزعمون- لا يستطيعون إقناع عاقل ولا مجنون؛ لأنه إذا كانت إيران هي التي هزمت أمريكا والغرب في البحر الأحمر بـ"ذراعها الميمنن" أو "المؤيرن"، فماذا أبقت إيران -بذراع لها فقط- من عظمة لأمريكا الأعظم أو لبريطانيا العظمى؟! فإذن، هذه هي الأعظم والعظمى، وعلى ترامب أن يسلم العظمة ويخرس أو ينخرس!
النظام السعودي مهووس بتقليد أمريكا؛ فإذا اختارت تسمية "عاصفة الصحراء" فسيختار تسمية "عاصفة الحزم"، وإذا هي عرفت بإنشاء تحالفات لتفعيل حروبها وإجرامها فالسعودية ستختار تسمية "التحالف العربي" لتبرئة الحلف والتحالف الحقيقي والأساسي، وهو "أمريكي - إسرائيلي" كما أثبت الواقع وكل الوقائع.
عناوين "شرق أوسط جديد" و"إسرائيل كبرى" تقدم الضعف أو العجز الأمريكي؛ لأن أمريكا العاجزة عن مواجهة الصين وروسيا تريد تذكير العالم بأنها كانت عظمى فيما يسمى "الشرق الأوسط"، وتستعمل مشاريع وأطماع هذا الكيان الإجرامي لتقول للعالم إنها مازالت العظمى، وهذا هو الهراء والاهتراء معاً. والمصريون في كرة القدم عرفوا في التشجيع بشعار "أنت يا... يا أبهة، إيه العظمة دي كلها".
على أمريكا أن تخجل من نفسها لأنها تعرضت لهزيمة في البحر الأحمر على يد من تسميهم "مليشيات حوثية"؛ فهل بعد هروبها من هذه "الميلشيات" ما يسمح لها بادعاء "العظمة"؟!
أطرح هذا وأنا أعرف وأعلم أن أمريكا وربيبتها "إسرائيل" أكملتا الاستعداد للعدوان على إيران، وبات الأرجح شن العدوان هذا الشهر.
إذا كان الممارَس أمريكياً هو لـ"هضربة" أو رفع وتشديد الضغوط، فإن ذلك لا جدوى منه، وليس أمام أمريكا إلا أن تشن حربها ثم تبحث عن طريقة للهروب كما في البحر الأحمر، أو أن تهدأ وتخوض مع إيران مفاوضات واقعية ومنصفة بما لا ينتقص من حقوق إيران والشعب الإيراني.
لو أن أمريكا دخلت هذه الحرب وغرقت في أوحالها كمستنقع يعيد التذكير بفيتنام، فسيقول مرتزقة اليمن إن إيران هي مجرد ذراع لـ"المليشيات الحوثية"!
أعرف حق المعرفة أن إيران لا تريد الحرب؛ ولكن إذا خُيرّت بين الحرب أو الاستسلام فهي حتماً ستختار الحرب.
وهذا ربما فات أوانه؛ لأن المؤشرات تؤكد أن ثنائي الإجرام "ترامب ـ النتن" اتخذ قرار الحرب، والمشكلة الموازية لها هي مرتزقة اليمن، الذين أُلزموا بحرب على صنعاء موازية للحرب على طهران وفي إطار تحالفهم الأوسع مع "إسرائيل" وأمريكا.
وهكذا سنعود إلى شعار "قادمون يا صنعاء" و"قادمون يا طهران"، ولم يعد ينقص هذه الحرب المتفرعة إلا إعادة الصحفي محمد العرب ليقرأ تقارير من داخل الاستوديو كمراسل ويتسبب في فصل مذيعة جديدة!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري