المتراكم الأمريكي وعملاؤه إلى حتمية الندم!
- مطهر الأشموري الأحد , 13 أبـريـل , 2025 الساعة 2:42:17 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
حق الاستقلالية في منطقتنا هو واقعياً لم يتحقق، وما عُرف بـ«المد القومي اليساري» هو ما كان حقق استقلالية يُعاش ويُحس به، وبالتالي فانتصار الرجعية والإمبريالية هو انتصار للاستعمار الغربي، والفرق هو حلول الزعامة الأمريكية بدلاً من البريطانية.
في فترة الهيمنة الأمريكية، وبعد انهزام القومية وتفتت الاتحاد السوفييتي، فكأنما الاستعمار الأمريكي حوّل الأنظمة إلى بديل لما عُرف بـ«المندوب السامي»، وبالتالي فقد انتفت الحاجة إلى دور للمندوب السامي؛ لأن الأنظمة العميلة والخانعة لأمريكا باتت تؤدي ما تُؤمر به وما يُطلب منها بشكل أنجح مما كان يؤديه ما عُرف بـ«المندوب السامي».
فأمريكا تقول للأنظمة وتأمرها بالتنفيذ خدمة لمصالح أمريكا و«إسرائيل» فقط، لكي تظل حاكمة وتظل أنظمة تحكم، فأين الحرية؟! وأين الاستقلالية والسيادة في ظل هذه الفرضية الآمرة المتحمكة؟! وأين حقوق الأوطان وحقوق الإنسان وكل أغطية الشعارات الزائفة المخادعة؟!
لماذا تدفع السعودية والإمارات التريليونات لأمريكا بما لم يكن لما عُرف بـ«المندوب السامي» أن ينتزعه؟! ويظل السؤال يُطرح: هل تحررنا فعلاً من الاستعمار؟!
عندما يطرح نتنياهو أو «إسرائيل» إعادة تشكيل ما يُسمى «الشرق الأوسط»، فـ«إسرائيل» هي «المندوب السامي» الأمريكي الحاكم باسم وثقل ودعم أمريكا للأنظمة، والمتحكم من خلالها بكافة مناحي حياة الشعوب.
هل هذا فعلاً ما يحدث وما تُحاول أمريكا و«إسرائيل» فرضه ليس فقط على المنطقة، بل على العالم، بغض النظر عن استثنائيات أنظمة وما تُشكل من مقاومة كما محور المقاومة؟!
لهذا فإن كل ما يجري الآن في المنطقة هو أن أمريكا، ربطاً بمندوبها السامي في المنطقة «إسرائيل»، تريد إنهاء وشطب أي مقاومة، ومحور المقاومة، وذلك ليس سهلاً، بل «المستحيل» ولكنه ما تريده وما تخطط له أمريكا ومندوبها «السامي».
هل هذا هو ما تقدمه فعلاً الأحداث كواقع ووقائع، بل ما تؤكده أمريكا و«إسرائيل»؟! أم أننا نتجنى بتوصيف أمريكا بالاستعمار و«إسرائيل» بـ«المندوب السامي»؟!
الرئيس الأمريكي «ترامب»، وهو مجرم الإبادة الجماعية في فلسطين والمُطالب بتهجير الشعب الفلسطيني، أضحكني، و«شر البلية ما يضحك»، خلال مأدبة إفطار رمضانية في البيت الأبيض، حين ألقى كلمة ظل يمارس فيها الغزل الخفيف واللطيف والعفيف بالسفيرة السعودية، ولم يفته أن يقول لسفراء دول إسلامية: «رمضان كريم»، وباللغة العربية!
هؤلاء سفراء أنظمة هي مع الإبادة الجماعية والتهجير للشعب الفلسطيني، ومثل ذلك لا يُطرح في الكلام والإعلام إلا بعد أن يصبح أمراً واقعاً.
الذي لا يدركه كل الطائعين والمطوعين للأمركة والصهينة هو أن شعوب العالم هي في حالة ثورة ضد أمريكا، وربطاً بها الكيان الصهيوني، وأن فشل أمريكا الاستراتيجي في أوكرانيا هو بمثابة هزيمة استراتيجية.
فالصراع العالمي لم يعد مقياسه ولا يُقاس بفترة الهيمنة الاستثنائية العالمية أمريكياً، وما كرسه من متراكم في منطقتنا تحديداً. وإذا ظلت أمريكا «ترامب» في هذا الاستعلاء الوقح وهذه العنجهية والجبروت فلن تتحقق أهداف أمريكا بقدر ما ستفجر المنطقة كبرميل بارود في وجه أمريكا، بل إن الصراع سيكون مده وامتداده للمنطقة فوق ما تتوقعه أمريكا أو حتى تتصوره.
ها هو اليمن يواجه أمريكا و«إسرائيل» والأنظمة المتأمركة المتصهينة بموجتها العقدية وموجتها الجديدة وبواجهة أمريكية مباشرة. ولم يحصد هذا العدوان الأمريكي الصهيوني القديم والجديد، بعرابيه وأعرابه، غير الفشل المتوقع، ومع ذلك فالمنبطحون للأمركة والصهينة لا حول لهم ولا قوة في قراءة الأبعد والأبعاد؛ لأن هذا ليس من مهام أو صلاحيات العبيد والمستعبدين.
أقول لترامب والنتن إنهما قد تأخرا، ولم يعد الواقع في المنطقة، ولا حتى واقع العالم، يسمح بإعادة تشكيل المنطقة كما يريدان، مهما مورست من حروب وحشية وإبادات جماعية، وأمريكا والكيان المؤقت سيصلان حتماً إلى هذه النتيجة وهذا الاستنتاج؛ ولكن ذلك سيأتي متأخراً أكثر، وحينها لن ينفع عض أصابع الندم!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري