كيف نقـرأ جديد إيـران؟!
 

مطهر الأشموري

مطهـر الأشموري / لا ميديا -
تصريح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يقول إن أي مفاوضات محتملة مع أمريكا ستكون حول المسألة النووية فقط.
أضاف الوزير الإيراني موضحاً أن أمريكا في جولات المفاوضات ظلت تطرح مسألة الصواريخ والمسألة الإقليمية.
بالطبع، المقصود بالمسألة الإقليمية محور المقاومة وما يتم توصيفه بـ"أذرع إيران"، وهذا يطرح الأسئلة المقابلة: ماذا عن أذرع أمريكا، بل "أذرع إسرائيل"؟!
وبالمباشرة، فأذرع "إسرائيل" هي الأكثر وضوحاً ومباشرة، بل إنها في المواقف تدعم العدوان الصهيوني على غزة وممارساتها موقفاً تؤكد أنها ضد فلسطين القضية والشعب، حتى وهم يتجنبون طرح ذلك سياسياً وإعلامياً. وفي هذا السياق فإن كل من يسير في خيار التطبيع مع الكيان اللقيط، من فوق أو من تحت الطاولة، يظل يطرح أن الهدف من التطبيع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولنا العودة إلى ما ظل السادات يطرح بعد توقيعه اتفاق التطبيع في "كامب ديفيد".
رئيس الولايات المتحدة، ترامب، في أكثر من خطاب وتصريح يقول بالحرف إنه لولا النظام السعودي ما كانت "إسرائيل"، وما كانت لتأتي أو لتظل.
ولهذا، فالتطبيع المجاهَر به بقيادة السادات هو استمرار لتطبيع قديم ومتقادم -كما أكد ترامب أمريكا- بقيادة النظام السعودي.
وهكذا، عندما يتحدث هؤلاء بتوصيف "أذرع إيران" فالهدف باختصار هو تحريم المقاومة وتحليل التطبيع مع الكيان اللقيط، والهدف الأبعد هو إنهاء فلسطين والقضية الفلسطينية.
ولهذا، فالذين يتآمرون على فلسطين القضية والشعب يمارسون تكتيك إظهار الحماس للاعتراف بدولة فلسطينية وسيمارسون في الأفعال والمواقف الحقيقية ما هو عكس وضد ذلك.
تصريحات الوزير الإيراني عراقجي تحمل شجاعة الاعتراف بأن أن أمريكا ظلت تطرح في المفاوضات قضية الصواريخ والوضع الإقليمي، وإيران اكتفت بعدم إجراء أي تفاوض حول كلا الموضوعين.
الجديد في هذا الشأن هو إعلان إيران أن أي مفاوضات جديدة أو محتملة مع أمريكا ستكون فقط وحصرياً حول الموضوع النووي.
هذا الوضوح في الموقف الإيراني وقوة التركيز عليه يعني أن إيران وصلت إلى الموثوقية التي ظلت بأشكال مختلفة في تحالفها مع روسيا والصين.
أستطيع القول أو الجزم بأن إيران قدمت ضمانات لروسيا والصين أنها لا تريد سلاحاً نووياً ولا تسعى لامتلاكه. وبالمقابل فموقف إيران في رفض أي تفاوض مستقبلاً حول الصواريخ والوضع الإقليمي هو موقف الحليفين (الصين وروسيا).
موضوع السلاح النووي هو ما تجد روسيا والصين إحراجاً في دعمه أو تبنيه، فيما لا يوجد أي إحراج في مسألة الصواريخ والوضع الإقليمي، بل إن الصين وروسيا تدعمان وستدعمان إيران بقوة في المسألتين. ومعروف ربطاً بهذا أن روسيا والصين هما مع حق وخيار المقاومة.
حينما رفع السادات شعار "السلام خيارنا الاستراتيجي"، رد عليه المفكر المعروف محمد حسنين هيكل بأنه عندما يصبح السلام هو الخيار الاستراتيجي، فإن السلام لم يعد غير الاستسلام، وذلك هو خيار المطبعين القدامى والجدد ومن يذهب إلى هذا الخيار وكائناً من كان.
الخيار الاستراتيجي لن يكون إلا المقاومة ومحور المقاومة. وكل الحملات السياسية الإعلامية لفرض التطبيع وتكريس أن السلام هو الخيار الاستراتيجي، هي إلى فشل حتمي فوق كل الألعاب السياسية وحملات إمبراطورية أمريكا والغرب وأذنابها من الأنظمة والمرتزقة العرب.
نطرح كل هذا من باب واقعية استقراء التطورات والمتغيرات وفي إطار الأسباب، فيما القضية الفلسطينية المحقة والحقوق الفلسطينية المشروعة ستنتصر حتماً، وبكل تأكيد، بإيران أو حتى بدون إيران. ولكن ذلك لا يعني ألا نشكر إيران خوفاً من توصيف أهوج وأعوج؛ فنحن نشكر موقف إسبانيا وشعوب أوروبية وحتى جانب كبير من الشعب الأمريكي، وسيكتشف عملاء أمريكا والكيان في المستقبل أنهم أخطؤوا في حق أنفسهم وأوطانهم وشعوبهم، وسينعكس ذلك على الصيرورة والمصير... والزمن بيننا!

أترك تعليقاً

التعليقات