هل تسير أمريكا إلى الخيار النووي؟!
- مطهر الأشموري الأربعاء , 13 مـارس , 2024 الساعة 12:11:21 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
أمريكا تعترف، بل وتشكو من كونها لم تستطع مجاراة روسيا والصين في تطور وتطوير الصواريخ الفرط صوتية.
أمريكا تعترف بوجود مشكلة كبيرة لها في مسألة توفير الأمن للأقمار الصناعية -أقمارها بالطبع- في ظل استباق الصين وروسيا في تطوير تقنيات وأسلحة تتصل بالأقمار الصناعية.
في مسألة أخرى مزعومة و”ادعائية” تتهم أمريكا روسيا بأنها تنقل أسلحة نووية للفضاء، وخلفية هذا الزعم أو “الادعائية” في تقديري هو إنهاء روسيا في العام الحالي 2024م لما عُرف بالشراكة الفضائية مع أمريكا ولولا ذلك كان سيواجه أمريكا متاعب ومستوى فشل لأنها لم تعد تستطيع الوصول للفضاء إلا بمحرك روسي في إطار الشراكة التي أعلنت روسيا منذ أكثر من عام أنها ستنهيها أو لم تجددها ابتداءً من العام الحالي وذلك ما تم.
أمريكا محبطة في الأرض بسبب عدم قدرتها على مجاراة روسيا والصين، أما في الفضاء فهي تعيش واقع الهزيمة أو المنهزمة أمام الصين وروسيا.
سواء الصواريخ الفرط صوتية أو الأسلحة التي قد تستهدف بها أقمارا صناعية هي أسلحة غير نووية أو سقف التفعيل غير نووي ومن ذلك ما تسمى حروبا سيبرانية أو “الكهرومغناطيسة”.
كأن أمريكا لم يعد لديها لمواجهة ذلك غير السلاح النووي، ولذلك فالطبيعي أن تزعم دعائياً بأن روسيا تنقل أسلحة نووية إلى الفضاء.
كأنما أمريكا بهذا الزعم هي من واقع عجزها عن مواجهة أسلحة غير نووية من يهدد باستعمال السلاح النووي واعتبرت من الذكاء توجيه التهمة لروسيا بدلاً من إعلان إحباطها في الأرض وانهزامها في الفضاء.
كان بمقدورها أن تقول بأنه إذا استعملت روسيا أو الصين الأسلحة غير النووية التي تتفوق فيها على أمريكا فإن أمريكا ستستعمل السلاح النووي.
إذا أمريكا لا تريد إعلان واقع إحباط في الأرض أو انهزام في الفضاء يصبح اتهام “روسيا” بنقل أسلحة نووية إلى الفضاء هو الأنسب فيما تفتقت به العقلية والآلية الأمريكية كما تهمة حيازة العراق لأسلحة دمار شاملة وأمريكا تعتمد وترتكز على القاعدة الميكيافيللية “الغاية تبرر الوسيلة”.
روسيا حتى حرب أوكرانيا ظلت تطالب بضمانات أمنية “الأمن القومي” والصين تريد وتطالب بذلك.
على أمريكا أن تستجيب لمطالب الأمن القومي لروسيا والصين في إطار منظومة العالم القديمة التي بدأت في التهاوي والانهيار بدون بديل كون أمريكا ترفض القديمة كمنظومة أسس ومبادئ وقوانين وتشريعات وترفض التناقش أو التفاوض على بديل لصالح البشرية.
مادامت أمريكا باتت من يشكو أو يتذمر من روسيا والصين فعليها فقط أن تعطي الدولتين ضمانات لأمنهما القومي مقابل ضمانات تعطى لأمريكا في ما يعنيها وهي فيه محقة في الأرض أو الفضاء.
أما أن تظل أمريكا من يهدد الأمن القومي لبلدان كالصين وروسيا وهي من يشكو من تطوير آخرين لأسلحة غير نووية تستعمل في الأرض أو الفضاء فذلك لم يعد يقدم غير هزالة وهزل أمريكا في آن واحد.
لعل أمريكا بدعمها للكيان الصهيوني وشراكتها المباشرة في إبادة الشعب الفلسطيني يجعلها مجرمة قبل وأكثر من الكيان، وعندما تقوم بإنزال مساعدات لسكان غزة فذلك يقدم إجراميتها وشاهد على جرمها أكثر مما تتوهمه أو تتخيله في تلقي أو فهم هذه الخطوة.
إذا أمريكا وبريطانيا يمارسان عسكرة البحر الأحمر ويمارسان العدوان على اليمن مع ومن أجل الكيان فعلى أمريكا فقط ألا تزود المجرم “نتنياهو” بالسلاح ولا يحتاج لمساعدات من الجو.
منطق اليمن أنه طالما الكيان المجرم والغاصب والمحتل يمارس الإبادة للشعب الفلسطيني بكل الأسلحة ومنها الحصار والتجويع فإننا لا نسمح لسفن تنقل من أو إلى الكيان، وعندما تنتهي إبادة شعب ويفك الحصار عنه سينتهي تلقائياً هذا الإجراء الاستثنائي الاضطراري من طرف اليمن.
لاحظوا أن أمريكا بكل أتباعها في العالم و”تبعانها” في المنطقة وبكل هدير إعلامها والتابعين لها وتابع التابعين لم تستطع أن تهزم منطق اليمن كونه منطق حق وحقائق وحقوق واستحقاقات.
أمريكا عليها أن تعيد الحق لأصحابه و”حماس” فصيل وطني فلسطيني من حقه أن يدافع عن شعبه ووطنه وهويته وحريته.
ولكن أمريكا التي ترفض منح ضمانات للأمن القومي لروسيا والصين ثم تشكو من روسيا والصين هي من يشكو من “حماس” وبتهمة أو ذريعة الإرهاب والعالم كله يشهد أن ما يسمى الإرهاب هو صناعة أمريكية كما هو مجرد أداة في أي حرب به من أجل أمريكا وأي حرب تزعم أمريكا أنها ضد “الإرهاب”.
على أمريكا أن تعرف أن العالم بات يعرف أن أمريكا هي الإرهاب وهي وراء كل الأمراض الوبائية الجرثومية في العالم مهما مارست من إدارة وتدوير، وها هي الأنظمة التي ظلت تجيش نفسها مع أمريكا وتنفيذ ما تأمر به باتت تتناقص والكثير منها يشجع ويقول لأمريكا أنتِ الإرهاب وبدونك لا إرهاب وأنتِ الإيدز وجنون البقر والخنازير وأنفلونزا الطيور وما هو من ذلك أو ما إلى ذلك.
ومع ذلك فإن ما تشكو منه أمريكا في الأرض أو الفضاء هو من ملامح المتغير والتغيير والأمر الواقع الجديد المتجدد، وقد لا يكون القائم لكنه حتماً القادم.
أقول لأمريكا إنه لم يعد لها من مخرج أو طوق نجاة من هذا المتقدم وحتميته “القادم” إلا فناء البشرية بالسلاح النووي وهذا لا يفيد ولا ينفع كتخريجة بائسة “روسيا تنقل السلاح النووي للفضاء”.
أذكر أمريكا بأنها هي من هددت في عهد الرئيس الممثل “رونالد ريجان” وكان التهديد موجها ضد الاتحاد السوفيتي، فماذا يعني أن يصبح الذي هدد بحرب النجوم قبل نصف قرن أو أكثر هو من يشكو بمخاطر وتحديات وتهديدات لفضائه وأقماره؟
بدلاً من هذا الرغي فالكثير ومن حادث استثنائي وغريب وغير مسبوق وفي عهد الرئيس الحالي “بايدن” وبعد الحرب في أوكرانيا حين أصاب الطائرات الأمريكية العمى بعد إقلاعها من المطارات.
الرئيس الأمريكي بايدن قال وببساطة إن كل ذلك بسبب “عطل فني” ووعد بتحقيق وشكل لجنة لذلك، فأين نتائج التحقيق يا بايدن وقبل أن تغادر البيت الأبيض كافتراضية، وهل من علاقة بين ذلك الحادث وما تشكو منه أمريكا أرضياً أو فضائياً؟
إذا الاتحاد السوفيتي تفتت أو فتت ومع ذلك لم يسر إلى الخيار النووي، فهل أمريكا إن ضعفت أو أحست بضعف أو عجز في الأرض أو الفضاء ستسير إلى هذا الخيار؟
أي محلل متعمق ومتزن ويفهم أسرار وخفايا الوضع الأمريكي وحقائق وتطورات الواقع العالمي لا يمكن أن يفهم من اتهام روسيا بنقل أسلحة نووية للفضاء إلا أنه تأكيد نوايا أمريكية لاستعمال هذا السلاح الفتاك وهو يعني الفناء للبشرية.
قد يكون ذلك للتهديد كرسالة لروسيا والصين وردود الفعل كأنما تقول “الرسالة وصلت”، ويبقى السؤال إذا ما كان التهديد هو السقف أم أن أمريكا ليست “الاتحاد السوفيتي” في التصرف حتى وهو يعي أن تفتيته جاء من مشروع ولمشروع أمريكي عالمي؟!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري