نظام سوري لا يحتفظ بحق الـرد!
- مطهر الأشموري الجمعة , 20 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 5:56:20 PM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
سيشتغل الإعلام وينشغل لأطول فترة على نظام الأسد في سورية، وسيصفه بما هو فيه وما ليس فيه، كون هذه الحملة الإعلامية إنما تتحول إلى أشبه بحملة إعلانية.
وعندما يصبح الإعلام/ الإعلان هو الهدف والغاية فذلك لا يتيح للحق أو الحقيقة الحد الأدنى من الأهمية أو الاعتبارية.
لم أكن يوماً مدافعاً عن النظام السوري في عهد الأب أو الابن، وأراه مثل أي نظام عربي له أخطاء وخطايا وسلبيات وله إيجابيات بالتأكيد.
لقد ظللت على قناعتي منذ وصول المحطة الأمريكية "المُؤَخْوَنة" (الربيع العربي) إلى سورية بأن الأسد بشار سيرحل، وفي تقديري كان الأفضل للأسد أن يرحل عبر ترشيح بديل له في انتخابات جرت أكثر من مرة بعد 2011، وذلك آخر رحيله؛ لكنه رحل وتحت ضغط القوة، وكان الأفضل ترتيب الرحيل من خلال انتخابات.
منذ المحطة 2011 ظللت أطرح أن المشكلة لم تعد في الرحيل، ولكنها في البديل، وبالتالي فالإعلام الذي انشغل لأطول فترة برحيل صدام حسين حقق أهدافه الإعلامية الإعلانية، فيما لا أحد يهتم بمشكلة البديل، فماذا عن البدائل في العراق أو ليبيا أو السودان أو سورية وكذلك في اليمن؟! وذلك يجعلنا نقرأ ونقارن بين بدائل الواقع أو الأمر الواقع كبديل أفضلية في أي واقع وأي بلد وبعيد عن هدير وصراعية الحملات الإعلامية/ الإعلانية.
المسألة لا تختزل في وصاية سعودية أو إيرانية؛ ولكنها في أفضلية البديل؛ ولكن الواقع السياسي الإعلامي الصراعي ينشغل ببدائل للصراع ولا يكترث ببديل للاستقرار.
الرحيل في سورية تحقق والمشكلة باتت في البديل، وعندما لا يتم الوصول إلى بديل أفضل أو يمثل أفضلية سيظل الانشغال والاشتغال بالبديل لإلهاء وجرّ الشارع إلى صراعات لا تعني إلا المزيد من الدمار والسير إلى الأسوأ وأسوأ الأسوأ بالتأكيد.
النظام الجديد يرفع شعارات مرونة وتسامح لتحسين صورته أو تسويق نفسه؛ ولكنها تظل مجرد شعارات بما قد لا يأتي أو يتأتى.
ها هي أمريكا وبريطانيا يتحدثان عن احتمالية إعادة النظر، والمقصود إخراج التنظيمات والمنظمات التي ظلت مصنفة إرهابية من هذا التوصيف أو التصنيف.
هذا يؤكد ما هو مؤكد، وهو أن الإرهاب أمريكي، وأمريكا هي أساس الإرهاب، وبالتالي فالحرب بالإرهاب والحرب ضد الإرهاب هما وجهان للعبة أمريكية يمارس من خلالها وأدوات أخرى إرهاب وتدمير العالم.
في هذا السياق ظلت تؤكد أن لها اتصالات بالمجاميع والتنظيمات التي باتت هي النظام الجديد في سورية.
والغريب، وبعد رحيل الأسد وفي ظل النظام الجديد، أن تقوم "إسرائيل" باحتلال مزيد من الأرض السورية وتشن غارات تجاه مئات الأهداف الحيوية، فلماذا تقوم "إسرائيل" بهذا العدوان وقد أصبح النظام هو من كانت تجري معه اتصالات قبل وصوله للحكم؟!
الغريب أيضاً أن النظام الجديد البديل للأسد لم يصدر حتى بياناً أو تصريح إدانة أو على الأقل يعيد ما ظل الأسد يردده: "نحتفظ بحق الرد"!
هل أصبحنا نبحث عن بديل يحافظ ويحتفظ بحق الرد في ظل حقيقة أن أي نظام يستطيع القول إنه يحتفظ بحق الرد، وهي مسألة لا مخاطرة فيها ولا مخاطر، ولا أحد في العالم يفكر في منعها أو يعاقب عليها؟!
وإذا كانت المسألة أمنيات، فإني أتمنى لسورية والشعب السوري الاستقرار والتنمية والتوحد وأن يوجد البديل الذي يحقق ذلك، ولا تعنيني ولا تهمني التصنيفات الصراعية، فهل يوجد في واقع سورية بديل أفضلية أو أفضلية بديل.
ما دمت أؤمن أن "الحرب بالإرهاب" و"الحرب ضد الإرهاب" وجهان للعبة أمريكية فإن الذي يعنيني هو التفعيل في واقع سورية كبديل يجمع ويوحد السوريين بكل خياراتهم وتباينهم أو تنوعهم، وأتمنى ألا يقود إلى صراعات داخلية ولا إليها ينقاد.
أعرف أن النظام في أيامه الأولى لا يستطيع مواجهة العدوان "الإسرائيلي"، وقد أتلمس العذر لاتصالات مع "إسرائيل"، ولكني كنت أتمنى عليه أن يدين العدوان "الإسرائيلي"، وأن يؤكد احتفاظه بحق الرد، ولا أدري ما يعيق أو يمنع موقفاً كلامياً ولفظياً كهذا!
هل يفكر النظام البديل أن يغامر بإدانة عدوان "إسرائيلي" على سورية "البديل" وليس على "سورية الأسد"، وأن يصل إلى حق الاحتفاظ بالرد؟!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري