مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
"الإرهاب" هو مخترع ومصنع أمريكا لاستعماله في الحروب على العالم، ويستعمل أمريكياً غربياً و"إسرائيلياً" من عضوية الربط والارتباط بين "إسرائيل" والاستعمار الغربي الأمريكي.
هذا الاستعمال الاستعماري الأمريكي الغربي "الإسرائيلي" يحتاج إلى تفعيل إرهاب حقيقي، وهذا ما مورس كتفعيل أمريكي غربي قبل وبعد ما عُرفت بأحداث أيلول/ سبتمبر 2001.
أحداث أيلول/ سبتمبر 2011 تؤكد أن الإرهاب هو صياغة وصناعة أمريكية، والنظام السعودي قالها وبالحرف: نعم، نحن صنعنا الإرهاب بطلب أمريكي؛ وبالتالي فأمريكا صنعت الإرهاب كما باتت تصنع أخطر الأوبئة وتنشرها في العالم.
لهذا، وفي إطار السيناريو، فـ"إسرائيل" تمارس الإبادة الجماعية في غزة وبدأت تنقلها للضفة الغربية، لأنها تحارب الإرهاب، والشعب الفلسطيني الذي يسعى للتحرر والحرية ونيل دولته وسيادته يحق لـ"إسرائيل" أن تبيده، وتستمد المشروعية من السيناريو الأمريكي الغربي "الاستعماري".
مندوب "إسرائيل" في الأمم المتحدة اختزل كل هذا في وقاحة التعامل مع مجلس الأمن الدولي حين قال: "أنتم أصبحتم مجلس الأمن الدولي للإرهاب".
فمجلس الأمن الدولي عليه اتخاذ قرار بحق "إسرائيل" في إبادة كل الشعب الفلسطيني بدعوى "الإرهاب" وإلا فإنه مجلس الإرهاب!
الاستعمار الجديد ربطاً بأمريكا عالج أهم مشكلة واجهها الاستعمار القديم، حين تحركت الشعوب لمقاومة الاستعمار ووصلت إلى تحقيق الاستقلالية.
يكفي أن تستعمل "إسرائيل" عنوان "الإرهاب" لتلغي مشروعية النضال والمقاومة وتمنع الحرية والتحرر وتبيد الشعب الفلسطيني بأكمله وهذا ما خطط له وينفذ أمريكياً قبل أن يكون "إسرائيلياً".
ليس من مبرر غير هذا للممانعة الأمريكية ومنعها لإقامة دولة فلسطينية وإن على حدود 1967م وفق "أوسلو" وفي كل مواقفها في مجلس الأمن بما في ذلك مواقفها بعد "طوفان الأقصى".
الحرب على غزة والإبادة الجماعية هي أمريكية، و"إسرائيل" مجرد وجه وواجهة، فكيف يكون المجرم الأكثر والأهم في هذه الإبادة هو الوسيط، وهو من يريد هدنة أو تهدئة أو سلام في المنطقة؟!
إذا كان هذا هو ما تبقى من أمر واقع للهيمنة الأمريكية ولاستفرادها بالمنطقة فيفترض بشعوب وحتى أنظمة المنطقة أن تراكم هذا الأمر الواقع وإن اضطرت للتعامل معه، ولكن عليها ألا ترضخ، خاصة والمتغيرات والصراع العالمي بات يمثل أفولاً واضحاً للاستعمار القديم والجديد.
الترفيه السعودي بكل ما حلل له وبكل انحلاله هو معطى للعصا الأمريكية "قانون جاستا"، ولهذا فالخطر على النظام السعودي ليس أحد في هذا العالم غير أمريكا على مدى قريب أو بعيد، والأعداء الآخرون هم مجرد صناعة أمريكية كما صناعة وتصنيع الإرهاب، وليس هدفاً ولا غائية لشخصي أن يصدق النظام السعودي هذا؛ ولكن هذا هو ما أراه في السياق التاريخي وفي الاستقراء المستقبلي، وهذا مجرد توثيق موقف من قراءة الماضي واستقراء المستقبل فحسب.
لقد أصبحت المقاومة الفلسطينية، ومعها محور المقاومة، أقوى من معطى المتراكم الأمريكي، بما في ذلك استعمال عنوان "الإرهاب"، ولهذا فالكيان الصهيوني بات يدرك في أعماقه خطأ العدوان والإبادة الجماعية في غزة، وسيكتشف لاحقاً وبأي سقف زمني أنه ارتكب خطيئة أكبر بنقل الحرب إلى الضفة الغربية.
المقاومة ومحور المقاومة في شروع جاد وحقيقي لمشروع تحرير فلسطين، وذلك ما لم تعد تنطلي عليه كل السيناريوهات والألعاب الأمريكية.
لعلي أقول بأن أدنى ما يفترض من الأنظمة العربية هو ألا تتآمر ضد فلسطين والشعب الفلسطيني، وألا تتواطأ مع الكيان الصهيوني إلى سقف من الصهينة، وأن ترفع أي ضغوط أمريكية تدفع لمثل هذا.
لم نعد نرفض ما بات من الأمر الواقع كتطبيع من فوق ومن تحت الطاولة، ولكننا نطلب عدم التآمر والتواطؤ كصهينة في ظل هذا الأمر الواقع، وأثق أن بمقدورها ذلك إن أرادت، فهل ترى الأنظمة أن هذا الطلب والسقف مقبول ومعقول؟ وهل ما زال لديه نية وإرادة للسير في خيار كهذا؟
لنا متابعات فضائيات عربية معينة لنعرف موقف أنظمة في النوايا والسقف والإرادة!!

أترك تعليقاً

التعليقات