يوم وسط الزبالة!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

أحيانا تجد نفسك في موقف مفاجئ وسط مجموعة بالواتس لم يكن يخطر ببالك أنها موجودة أصلا.. حدث هذا عندما قام شخص يعتبر نفسه سياسياً كبيراً بإضافتي في مجموعة مريبة حقاً! في البداية لم أكن أعرف ما هي المجموعة أو ما هي أهدافها، وكنت على وشك أن أكتب كلمة شكر لإضافتي في هذه المجموعة، ولكني لسبب ما أحجمت عن ذلك لأني شعرت أن هناك شيئاً غير طبيعي في الموضوع، خصوصاً وأن هناك الكثير من أرقام هواتف أعضاء المجموعة خارجية، منها السعودية والأمريكية والمصرية، وكان إحساسي على حق.
طبعاً اكتشفت لاحقا أن مضيفي -السياسي الكبير- لا يختلف دوره عن دور "القواد"، واعذروني على بعض الكلمات التي لم أجد لها بديلا لوصف الحالات، فالسياسي (غير المحترم) لا يشارك بأي شيء، ودوره فقط هو إضافة أعضاء جدد إلى هذه المجموعة المشبوهة، وإذا ما قام بنشر شيء فهو غالبا يتحدث عن نفسه كأي نرجسي مريض، يصف في كتاباته ذكرياته وأحلامه المريضة، كأن هناك من يهتم! طبعاً هو ينأى بنفسه عن الدخول في أي نقاش حتى لا يفتضح دوره المتواطئ ضد بلده وشعبه كونه يعيش بيننا، لكنه بالتأكيد يقوم بترصد الناشطين الإعلاميين وضمهم إلى مجموعات خاصة بغرض المراقبة والتشتيت.
طبعا المنشورات في المجموعات لا تختلف عما نسمعه كثيرا في وسائل إعلام العدوان، وهناك مجموعة بائسة دورها أن تقوم بالنشر وإثارة المواضيع، فيما تقوم مجموعة أخرى بإثارة النقاشات بأسلوب (شوارعي) والرد على أي شخص يرد على هذه المنشورات، وطبعا لك أن تتخيل -عزيزي القارئ- المستوى المنحط في الردود التي لا تمت بصلة لحرية التعبير كونها قمعية وتكيل الاتهامات والكثير من السب والشتم الذي لا يتناسب مع الرقي الذي يدعيه أعضاء المجموعة.
الغريب في الموضوع أني وجدت إعلاميين وشخصيات من الشرفاء داخل المجموعة! الأمر الذي جعلني أستغرب هذا التواجد رغم معرفتهم بأهداف هكذا مجموعات، فالموضوع ليس أن هؤلاء يريدون أن يتناقشوا معنا بهدف الفهم والاطلاع على رؤيتنا لشؤون ومستقبل البلد، بل إن الهدف هو وضعنا في ما يشبه أنبوب اختبار ومراقبة ردود أفعالنا لمواجهتها مستقبلا في أي نقاشات تلفزيونية، كما أن الأمر لا يخلو من مراقبة كل النشطاء والمثقفين وإحصاء كل شيء عنهم، والله قد نهانا عن هكذا جلوس مع أمثال هؤلاء، ولا فائدة مرجوة منهم، خصوصاً مع إصرارهم على تكفيرنا وسب كل مقدس نؤمن به!

أترك تعليقاً

التعليقات