عُري وخيانة وتطبيع!
 

عبدالملك سام

 عبدالملك سام / لا ميديا -

لأولئك الذين يبتسمون في لؤم وهم يصافحون "الإسرائيلي" ظناً منهم أنهم رسوا في بر الأمان وأتوا بما لم يأت به الأوائل، لأولئك الذين طعنوا إخوانهم وأمتهم في الظهر واعتقدوا أنهم بذلك سينجون من مصيرهم المحتوم، لأولئك نقول بأن نواياهم السوداء وسوء أعمالهم هي ما جرهم لهذا الهوان العلني والآمال الخائبة، وما ضحكاتهم وابتساماتهم إلا محاولة لإخفاء هذا الذل بضحكات مصطنعة ومرتبكة، بينما "الإسرائيلي" يتكلم بكل ثقة ويتعمد إهانتهم علنا، لأنه متأكد تماما أن من يقفون أمامه ما عادوا رجالا.
ابن زايد يعلنها صريحة: "أنا يهودي يا أغبياء، فماذا أنتم فاعلون؟!". نحن في اليمن رأينا الزنار منذ سنوات، ولطالما حذرنا مما سيحدث، والكل يومها سخر منا، بمن فيهم الأشقاء في فلسطين الحبيبة الذين لم يتوقعوا أن تصل الخيانة إلى هذه الدرجة. الكل اتهمونا بالجنون، فمن الذي يصدق أن بني زايد وخليفة وسعود وثاني... الخ عيال مردخاي؟! وقريبا سيعلنون أن القدس غير عربية، وأن الفلسطينيين محتلون أشرار، وأن قبة الصخرة بنيت ظلما فوق هيكل اليهود المقدس، وربما أن اليهودية والإسلام هما وجهان لعملة واحدة؛ لكن الموقف "الإسرائيلي" ثابت، فهم شعب الله المختار، ونحن مجرد عبيد لهم!!
على النقيض تماما نجد أن هؤلاء الأراذل يتكلمون بكل استعلاء وخيلاء مع الفلسطينيين المنكوبين المظلومين، وقد وصل الحال بهم إلى مطاردة واعتقال القيادات الفلسطينية في الخارج، والالتقاء بقيادات الموساد للتنسيق معها للتضييق أكثر على رجال المقاومة، بينما نراهم من جهة أخرى يقومون بإجراءات "انفتاحية" تهدف إلى تحويل بلاد الحرمين ودول الخليج إلى كازينوهات وبارات وشواطئ تعرٍّ تمهيدا لاستقبال أفواج السياح اليهود بعد أن منعوا استقبال أفواج الحجيج! فيما تقوم دول أخرى كالإمارات بإلغاء عقوبة الزنا تمهيدا "لانفتاح" سوف يجرجر شعوب الخليج إلى مستنقع الرذيلة والأمراض الجنسية والاجتماعية التي ستفتك بهذه المجتمعات.
"إسرائيل" لن تقف عند حد، وتزامن إجراءات "الانفتاح" هذه مع حملات التطبيع ليس محض صدفة، بل هو جزء من شروط عملية العبودية الطوعية التي قبلها الخونة، وقد أتت كتعبير عن فداحة الثمن الذي دفعه ويدفعه هؤلاء الحمقى عندما ظنوا أنهم سيأمنون على عروشهم عندما يضعون أيديهم في يد "الإسرائيلي" اللعين! فـ"الإسرائيلي" مصر على إذلالهم أكثر فأكثر، وسيصل الحال بهم إلى قاع لا قرار له، سينتهي بأن يدفعوا رؤوسهم ثمنا لخيانتهم لأمتهم وشعوب المنطقة، وعبر التاريخ لم يعرف عن اليهود أن التزموا بعهد، ولكن من قال إن هؤلاء الخونة يجيدون القراءة؟!
الشعوب لن تظل صامتة إلى الأبد، ومجرد شرارة يمكن أن تؤدي إلى ثورات وإسقاط هذه الأنظمة المنتهكة لكل الشرائع والأعراف. وقد رأينا ما يمكن أن يحدث من نهضة لدى شعوب تمادى حكامها في إذلالها وانتهاك الأعراض والحرمات، وكانت أشد قوة ومنعة من هذه الأنظمة الكرتونية الفاشلة التي نراها اليوم، وما شاه إيران وعفاش عنهم ببعيد. لذا فالشعوب هي التي يعول عليها تغيير واقعها، فالضرر الأكبر المترتب على خيانة الأنظمة يقع بالدرجة الأولى على هذه الشعوب التي مازالت واقفة وهي مصدومة بكل هذه الخيانة والسقوط، ولكنها متى تحركت فلن يبقى للعملاء باقية من المحيط إلى الخليج.

أترك تعليقاً

التعليقات